قصة مذكرات دجال

منذ #قصص اجتماعية

ولدت في بيت تقي مملوء بالإيمان والصلاح والتقوى ، وكان والدي رحمه الله ، من الوجهاء المحترمين ، المحبوبين في البلدة وكان كريما كثير الكرم والجود ، يحرص على فعل الخير وتجنب الموبقات والآثام ، كما كان رحمه الله لا يسرق أبدًا ، ولم يسرق ويكذب في يوم من الأيام أبدًا ، وكان جدي رحمه الله من كبار العلماء ، وكان قويًا شجاعًا

جدي رحمه الله :
حدث ذات مرة أن هجم عليه قطيع من الذئاب ، فبدد شملهم بعصا كانت معه ، كما حدث ذات مرة أن هاجمت البلدة ، مجموعة من اللصوص وقطاع الطرق ، وحاولوا الاعتداء على الأهالي وسرقة بيوتهم ، فتصدى لهم جدي ، أيضًا بالعصا نفسها التي كانت معه ، وهجم عليهم كالأسد الهصور والنسر الجامح ، وصاح بهم صيحة مرعبة قضت مضاجعتهم وبددت شملهم وفرقتهم كالفئران المذعورة حيث لم يجرؤوا بعدها على العودة ثانية إلى القرية

بطولات جدي وعلمه :
بعد هذه الحادثة توافد الأهالي من البلدة ، ومن مختلف البلدات المجاورة ليشكروا جدي الفحل على ما قام به من بطولات وجولات في طرد الغزاة ، والمحتلين واللصوص والأوغاد ، وليقدموا له فروض السمع والطاعة والاحترام ، نظرا لشهامته ودماثة أخلاقه ، وما زاد جدي رفعة ومكانه عند القوم أعاليهم ، هو أنه كان عالم علامة اشتهر بعلمه وغزارة ثقافته حيث كان رحمه الله كثير القراءة ، مجتهدا مكبا على العلوم والمؤلفات والمخطوطات

وكان يوجد في قصره عفوا في بيته المتواضع ، مكتبة كبيرة ضخمة تحوي في طياتها أمهات الكتب ، نسيت أن أخبركم أن جدي رحمه الله قد تزوج أربع نساء جميلات عفيفات وقد طلقهن من قبل خمسة غيرهن

والدي رحمه الله :
أما والدي رحمه الله فقد كان مثل جدي تمامًا نسخة منه الله سبحانه خلقهما هما الاثنين وكسر القالب ، ولقد حمل والدي راية جدي ، وكان مثال للشرف والأخلاق والطهارة والعفة ، وهو من المرأة الرابعة التي تزوجها جدي والتي كانت أجمل نساء البلدة ، ولا أخفي عليكم أنني من الزوجة الرابعة لوالدي

كان لوالدي وجدي باع طويل في حب الوطن ، ومقاومة المستعمرين والغزاة المحتلين والطامعين بأرض الأجداد والأمجاد ، وفي إعطاء دروس الوطنية المجانية لمن يشاء ، وكثيرًا وكثيرا كثيرا جدًا ما تجمهر حوله الوجهاء والأعيان في دارتنا قديما ليتشاورا معه في الأمور والقضايا الوطنية

لا أقول الحق :
منذ نعومة أظافري تربيت تربية دينية صالحة على حب الخير، والأخلاق والفضيلة وحياتي كلها قضيتها بالصلاح والتقوى ، وكنت مكبا على العلم وكنت دائما وأبدا أساعد أصدقائي الفقراء ، وأمد لهم يد العون ، طبعًا لا أخفيكم أنني كنت الزعيم عليهم وقائد الأوركسترا لهم ، منذ صغري كنت أدافع عن الحق دائما ولا أقول الحق

قدرات خارقة :
ولم أتفوه بكلمة كذب في يوم من الأيام ، وكنت أواظب دائمًا ودوما على فروضي وواجباتي الدينية ، كنت في الدراسة متفوق الأول على أصدقائي وكنت مثار إعجاب مدير المدرسة وباقي الطلاب ، وأذكر يوما أن أستاذ الرياضيات عجز عن حل مسألة رياضية معقدة وصعبة ، ولم يستطع معرفة الجراب الصحيح لها ، فقمت أنا وحللتها أمام الحاضرين ، فتعجب الجميع مني ومن مقدرتي الخارقة ، على حل هذه المسألة الرياضية الصعبة المعقدة ، أما عن أعمالي التجارية وشركاتي المتعددة ، الضخمة وأموالي الهائلة الطائلة التي لا تأكلها النيران ، فهذه لها قصة طويلة فيها الكثير من الحكمة والموعظة الحسنة

مذكرات دجال :
أنا أيها القارئ العزيز ، من المعروف عني أنني إنسان عصامي شريف نزيه مستقيم عفيف اليد واللسان ، وقد بدأت قصة التجارة والمال معي عند سن المراهقة حيث أعطاني والدي فرانك واحد ، شلن ، مليم أحمر وقال لي اذهب يا فتى واعتمد على نفسك وكون تجارة بهذا الفرانك الشلن المليم

وفعلًا بدأت العمل بجد وتعب وكد ، كنت أفلح فلاحة مثل الثور الأسباني أو البغل القبر صلي فأصبح الفران فرانكان ، والفرنكان أربعة ، والأربعة ثمانية ، وهكذا تضاعف العدد حتى أصبح مئات الملايين بل قل المليارات ، وأصبح لدي مؤسسات وشركات وأصبحت أقوم بالعمل الخيري والمناقصات والسياحية وغير ذلك الكثير والكثير ، والحمد لله رب العالمين ، كل ذلك بفرانك وشلن ومليم !

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك