مسألة اليوم لزوجة علمتني أنا شخصياً هذا المعنى( بالصبر
تبلغ ما تريد
أفنت الزوجة سعاد من عمرها 17 عاما تعطي بكل إخلاص وحب و ثقة حتى ربت 3 من الأولاد مثل الزهور المتفتحة، علمتهم القرآن والأدب والأخلاق الحسنة و عاشت حافظة لدينها وعرضها كانت تعمل و تنفق كل راتبها من أجل إسعاد أسرتها وتذاكر لأبنائها وتصنع الطعام وتعتني بالبيت و تبحث عن كل شئ لتسعد زوجها.
ما تكاد تسمع حديثها إلا وتلتقط كلمات تنطق بها تنم عن دين وخلق وتوكل على الله، أمضت حياتها زوجة وأماً ومربية راعيةً لبيتها حتى استيقظت يوماً على طعنة في ظهرها من زوجها باكتشافها أنه تزوج عليها في السر.
تزوج بامرأة أقل منها جمالاً وديناً ونسباً وما حيرها وأبكاها أنها لم تقصتر في شيء نحوه
تقول الزوجة: سبحان الله تزوج من سنة دون علمي والتي تزوجها في الأصل كانت مطلقة ولديها بنت عمرها 13 عاماً
قلت لها : وماذا فعلتِ هل طلبتِ الطلاق ؟
قالت : لا بل صبرت ولم أخبره أني عرفت و لجأت إلى الله لأني واثقة أنني لم أقصر وأن الله مطلع علي و يعلم السر ووما أخفى. وبقيت أدعو سنة كاملة لم أتغير فيها معه ولم أشعره بشيء غير أنه كان يتعجب من شدة صلاتي بالليل ودعائي ويحس بلغة بيني وبين ربي لم يفهمها هو لكني كنت أرى في عينيه الذنب،
وبعد صبر واستعانة وثبات وكأن الآية تمثلت أمامي عندما رأيت بعيني ورقة طلاقها.
وقد سقطت من بين أوراقه سهوا منه وساعتها لم أفرح بها قدر فرحي بإحساسي بأن الله يسمع ويرى و زادت سعادتي وفرحتي عندما جلس على الأرض باكياً وهو يحكي لي أنه ما عرف قيمتي إلا عندما جرب غيري.
لقد كانت نزوة على كبر و اغراء منها وفتنة وكاد يقع في الحرام لولا عناية الله به حيث أسرع بالعقد عليها ليكتشف بعد زواجه بشهر أنها سيئة الخلق بل والسمعة وأن وراء المكياج وملابس الموضة نفساً خبيثة جرته بالمحاكم 9 أشهر و خسرته الآلاف لكي تعوض نفسها بكل شيء بعد أن عزم على طلاقها.
وقال لي يا زوجتي سامحيني لقد ولِدتُ من جديدٍ، عندما طلقتها علمت إن الأبيض لا يعرف قوة بياضه إلا عندما نضعه بجوار الأسود وأنا كذلك ما ازددت حباً لك إلا عندما جربت غيرك فأنتِ اليوم عندي خير متاع و خير زوجة.
فسامحته سيدي لكن قلبي ما زال يحمل عليه فماذا أفعل ؟
قلت لها لتخرجي مما أنت فيه تذكري تلك الملاحظات : أن الله نصرك وأيدك فلا داعي لمعاقبة العباد وقد كافئنا رب العباد .
-إن كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.
-أن تلك التجربة أزالت الغشاوة عن عيني زوجك فلو كان يحبك 50 بالمئة أصبح الآن يحبك 100 بالمئة خاصةً بعد ما صارحتيه بعلمك بالقصة دون تدخل منك.
اقتنعت الزوجة ومسحت دموعها وهي تتنفس الصعداء وتقول أكيد إني مأجورة على صبري ويكفيني أن الله كان معي وخلصني من شرها.