يُضرب هذا المثل في الرجل الأحمق المفسِد الذي يقع في يده مال ، فلا يحافظ عليه ويَعِيث فيه، ويَصْرفه في غير مصارفه ، أو المرأة المبذرة التي لا تحسن صرف مال زوجها ، وتبعثره يمينًا وشمالًا ، وكلمة خرقاء جاءت من الخرَق ، وهو الجهل والحمق ، أو من الخرق ، ويقصد خرق الشيء أي إفساده وعدم التصرف الصحيح في الأمور ، والمرأة الخرقاء هي الحمقاء التي لا تحسن التصرف بالفعل أو بالمال.قصة المثل :
تعود قصة المثل لامرأة قرشية يقال لها : أمُّ رَيْطة بنت كعب بن سعد بن تَيْم بن مُرَّة ، كانت لها فعلة غريبة تواظب عليها ، فقد كانت تَغْزل الصُّوف ، وتأمر جوارِيَها أن يغزلن مثلها ، وبعد أن تتم الغزل تنقض ما غزَلَتْه ، وتأمر جواريها أن يفعلن مثلما فعلت ، وينقضْنَ ما فتَلْنَ ، وهذا أمر لا يفعله إلا الحمقى .فضُرب بها المثل في الخرق ، وقيل فيها الناس : خرقاء وجدت صوفًا ، ومن يومها وصارت أم ريطة مضربًا للمثل ، وهي المرأة التي قال الله – عزوجل – فيها: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ﴾ (النحل: 92).ومازال هذا المثل دارجًا حتى الآن في معاملاتنا اليومية وإسقاطاتنا على الواقع المعاصر ، ومما ساعد على وجوده أن بعض الشعراء قد ذَكَروا هذا المثلَ في شعرهم ، ومن ذلك قول ابن الخطيب :وَالْحَقُّ فِي أَوْصَافِهَا أَنَّهَا
خَرْقَاءُ حُسْنٍ وَجَدَتْ صُوفَا