يعود أصل هذا المثَل ، إلى القرن التاسع الميلادي الموافق القرن الثالث الهجري ، وتحديداً عام 883م ، وذلك عندما تم القضاء على حركة الزنج التي قامت في البصرة ، عام 869م بقيادة الثائر والمتمرد علي بن محمد ، والذي سيطر على البصرة ، وامتد نفوذه إلى رقعة واسعة من المناطق المحيطة بها ، وقد كان شديداً مع أعدائه إلى حد التطرف ، وعامل أسرى الحرب معاملة الرقيق ، وقد وعد أتباعه بأنه سيملكهم المنازل والعبيد ، أي تحويلهم من أرقاء إلى ملاك للعبيد .تناقص في الشخصية والتصرفات :
هذا التناقض أفرغ التمرد من أية صبغة عقائدية ، وجعلها مجرد حركة مسلحة ضد النظام ، كما جعل من قائدها رجلاً مغامراً طموحاً إلى السلطة ، حتى بأساليب غير واقعية وغير مقبولة ، إلى حد بدأ يهدد بغداد .الخليفة وحركة الزنج :
هنا شعر الخليفة المعتمد أحمد بن المتوكل بخطر حركة الزنج ، فعهد الى أخيه الموفق طلحه بن المتوكل ، بمحاربة الزنج ، فاصطدم مراراً بهم في واقعات ، ولكنه في إحدى السنوات ، وردته أخبار عن تمرد في بلاد فارس ، فترك الموفق البصرة ، وتوجه بجيشه إلى فارس .عندها انتهز على بن محمد الفرصة ، وأعاد سيطرته الكاملة على البصرة وضواحيها ، وأطلق لجماعته من الزنج العنان ، ليستولوا على ما شاءوا من أملاك ، ونساء الأثرياء ووجهاء المدينة حتى عم الخراب .الخليفة الموفق ومواجهة حركة الزنج :
وعلى أثر هذه الاحداث ، عاد الموفق بجيشه من بلاد فارس ، حيث دارت معارك طاحنة بينه وبين جماعة الزنج ، انتهت باندحارهم ومقتل زعيمهم على بن محمد ، واستسلام من تبقي من أتباعه ، وأسدل الستار على هذه الحركة ، التي قضت مضاجع الخلافة العباسية طويلاً ، وكلفتها الكثير من الجهد والأموال والأرواح .قصة المثَل :
ولكن الناس رغم الانتصار كانوا غير سعداء ، حيث كانت الحركة قد قضت على الأخضر واليابس ، فقالوا بحزن وتأثر : نصر ، بعد خراب البصرة ! ، وذهبت تلك المقولة مثلاً شهيراً والتي تم اختصارها فيما بعد إلى بعد خراب البصرة ، يستخدمه الناس حتى وقتنا الحالي.