كثيرًا ما نسمع هذا البيت ونردده دون أن نعرف معناه ، وتلك هي القصة كما نشرت بجريدة الرأي الكويتية : الزول زوله والحلايا حلاياه * والفعل ماهو فعل وافي الخصايل .قصة البيت:
القصة للشيخ وديد بن عروج الذي اشتهر بالمغازي والمعارك ، وكان لديه ذلول اصيلة ولكنها كانت دائما ضعيفة وهزيلة لكثرة اصطحابه لها في الغزوات التي يقوم بها ، ولهذا لم يظهر الشحم على جسمها طيلة حياته ، وبعد موته تقدم أخوه لزام للزواج من أرملة أخيه ، وذلك لرعاية الأبناء وتربيتهم.وقد كان الفرق بين الرجلان كبير في نظر الزوجة ، فبعد أن تم الزواج أخذت تقارن بينهما ، فلزام لم يظهر له فعل كأخيه وديد ، ففي حياة أخيه كان يكتفي بالمكوث في البيت وقضاء لوازم الأسرة إذا ما غاب أخيه للغزو ، وقد اشتد حزن الزوجة عندما رأت الذلول الهزيلة قد تغيرت أوصافها ، وتبدل حالها ، فركب عليها الشحم من بعد الهزال.وفي مرة من المرات عاد الراعي بالإبل فإذا بالذلول تهدر وكأنها جمل ، فتذكرت زوجها السابق الشيخ وديد وغزواته وخصاله التي كانت تفتخر بها مثل أي امرأة بدوية تحب الرجل الفارس المقدام ، وحينها قارنت بين حياتها تلك ، وبين حياتها الحالية مع لزام وقالت :يالله ياعايد على كل مضماه *يا مخضر الارض الهشيم المحايل
انت الكريم ورحمتك ما نسيناه*تروف باللي دوم عينه تخايل
تلطف بمن كن عينه مداواه*اللي بقلبه حاميات الملايل
ألوج مثل ايوب من عظم بلواه*واشهر الي ما الصبح النجم زايل
على حبيب كل ما قلت ابنساه*لذكره تفطني من الهجن خايل
ليا نسيته ذكرتني بطرياه*شيبا ظهر من عاصيلت الجلايل
يلتاع قلبي كل ما اذكر سواياه*كما يلوع الطير شبك الحبايل
لا واحبيبي سبع سنين فرقاه*عليه انا قضيت كل الجدايل
لاواحبيبي يتلف الهجن ممشاه*ليا بغى له نية ما يسايل
لا واحبيبي يسقي الربع من ماه*دليلهن لا ضيعوه الدلايل
لا واحبيبي يرعب الهجن بغناه*من كثر ما يوحيه ليل وقوايل
لا واحبيبي كل قوم تنصاه*تلقي ربوعه طيبين القبايل
لا واحبيبي تدفق السمن يمناه* ياما ذبح من بين كبش وحايل
لاواحبيبي وافيات سجاياه*عليه غضات الصبايا غلايل
لا واحبيبي دوم للعفن متقاه*ياما كلنه مدمجات الفتايل
لاواحبيبي بين ذولا وذولاه*خلي بوجه معدلين الدبايل
لا واحبيبي طاح يوم الملاقاه*بنحور غلبا فوق غب السلايل
لا واحبيبي طير شلوى تعشاه*قطاعة المهجة سناعيس حايل
ياعارفين وديد يا طول هجراه* ياليتني بوديد مابغى بدايل
اخذت اخوه ابي العوضي ذاك من ذاه*والبيت واحد من كبار الحمايل
عندي مثيله واحد كانه اياه*عليه من توصيف خلي مثايل
الزول زوله والحلايا حلاياه*والفعل ماهو فعل وافي الخصايلولسوء حظها سمعها زوجها لزام أثناء مروره خلفها ، واضمر الشر في نفسه لكنه لم يرد أن يعاقبها إلا بعد أن يثبت لها فعله وشجاعته ، وبالفعل قام لزام بإعلان الغزو وطالت غزواته ، حتى أن رفاقه صابهم الضيق والتعب من طول المدة ، وكان كلما كسب شيئًا أرسله إلى قومه ومضى في غزواته وقد انشد هذه القصيدة وقال:أنا ابن عروج وهاذي سواتي*موصل سمان الهجن شن ما يجنه
خمسين يوم والنضا مقفياتي * مع مثلهن وهن على وجههنه
نمشي النهار ولينا ما نباتي*كم ذود مصلاح امنيس خذنه
من ظن فينا الطيب شافه ثباتي*واللي هقى فينا الدرى ضاع ظنه
كم من صبي عشقه للبناتي*عقت التعجرف بدل الضحك ونه
استاخذ المذهول عاف الحياتي*هو مادري ان الهجن بيوصلنه
من فوق هجن من فحلتهن خواتي*غيب الصبايا الخافية يظهرنهولما عاج من غزواته بعد مدة طويلة ، كانت ذلوله تمشي حالة يرثى لها من شدة الاعياء والتعب حتى أنها بركت قبل أن تصل به إلى البيت ، فأمر زوجته أن تذهب لإحضارها ، وكان لزام يمشي خلفها يريد الفتك بها ومعاقبتها لما أنشدته سابقا من كلمات تمس كرامته ، وهي لم تكن تعلم بأنه يمشي خلفها ، فلما رأت الذلول قد عادت لسابق عهدها ، وأصابها الهزال قالت هذه القصيدة التي كانت سببا في نجاتها من خطر لم تكن تعلم عنه وقالت:يا بكرتي وش علم حالك ضعفتني*اشوف حيلك واني عقب الاردام
عقب الفسق ومهادرك بالمصيفي*ومصاول القعدان مرباعك العام
عقب الاباهر والسنام المنيفي*صرتي كما المفرود من فعل لزام
قطع عليك ديار قوم تخيفي*تسعين ليلة راكب الهجن مانام
اقفى عليك من الحسا للقطيفي*لحوران والحرة الي نقرة الشام
وتدمر وصلها وخمها مستخيفي*واشبيج والضاحك وقديم الاقدام
واخذ عليك اذواد جو مريفي*وضحك كما برق الحباري بالاكوام
يزفها يقداه مشيه هريفي*واقفي عليهن متلف الهجن لاقام
وعادوا على الارض ركيب يهيفي*يتلون ابن عروج مقدم بني لام
زهابهم حب القرايا النظيفي*وسلاحهم صنع الفرنجي والاروام
ياما انقطع مع ساقته من عسيفي*ومن فاطر مشيه عن الجيش قدام
عقب الشحم وملافخه للرديفي*قامت تسندر مثل مبخوص الاقدام
توي هنيت وطاب بالي وكيفي*من عقب ضيمي صرت اليوم في خير وانعاموهكذا اثبت لزام أنه فارس مغوار لا يقل شجاعة ولا فروسية عن أخيه ، وثبت للزوجة بهذا أن الخلف كالسلف.