قصة بيدي لا بيد عمرو


أجمعت العديد من المراجع التاريخية ومجمعات الأمثال أن قائلة هذا المثل هي الزباء بنت عمرو بن الأظرب ، والتي اعتلت عرش تدمر خلفا لوالدها يعد قتله على يد جذيمة الأبرش ملك الحيرة ، وذلك بسبب التنافس الواقع بين المملكتين.قصة المثل :
لم تسامح الزباء في قتل أبيها ، فبعد اعتلت العرش واستقرت في يدها السلطة ، أخذت تخطط للإيقاع بقاتل أبيها ، فأرسلت إلى جذيمة تعرض عليه الزواج منها لكي تتوحد المملكتين ، فجمع جذيمة ابن الابرش رجاله ومستشاريه ليأخذ رأيهم في الأمر ، فأشاروا عليه بالموافقة عدا مستشار واحد يدعى قصير بن سعد ، الذي لم ينطلي عليه الأمر ، وظن فيه خدعه ، ولكن الملك جذيمة لم يستمع له ، وذهب إلى تدمر تاركًا ابن اخته عمرو ابن عدي ليتولى مهام الحكم في الحيرة .ولما وصل الملك ودخل على الزباء وجدها بكامل ملابسها الحربية ، وكانت الزباء فارسة تعرف فنون القتال ، ولا يستهان بقدرتها على الحرب ، فأجهزت على جذيمة ، ومات صريعا في مملكتها ، ولما بلغ نبأ غدر الزباء بالملك جذيمة إلى الحيرة قرر عمرو بن عدي الثأر لخاله بمساعدة قصير بن سعد ، وكان قصير داهية من دواهي العرب .لديه من الذكاء والتفكير ما جعله أهم مستشار لدى عمرو ، فقد طلب من عمرو أن يجعل رجاله يقطعوا أنفه ويجلدوه حتى تتمزق ملابسه ليذهب بعدها إلى الزباء يحتمي به من بطش عمرو .وبالفعل ذهب قصير وأخبرها أن عمرو فعل به هذا لأنه هو من أشار بزواجها من الملك جذيمة ، فانطلت الحيلة على الزباء ، وأكرمته وأسكنته قصرها ، وظل هناك حتى عرف مداخل القصر ومخارجه السرية .وذات يوم طلب منها الإذن بالخروج لإحضار تجارة كبيرة له في الحيرة ، وبالفعل جاء قصير ومعه قافلة كبيرة محملة بأجولة كثيرة ، ولما وصلت القافلة إلى ساحة قصر تدمر فتح قصير الأجولة ، فإذا برجال عمرو يخرجون منها.فلما رأت الزباء ذلك أسرعت بالهرب من مخبئها السري ، ولكنها وجدت عمرو ينتظرها هناك ، فقالت حينها مقولتها الشهيرة : بيدي لا بيد عمرو ، وتجرعت السم الذي كان في خاتمها ، ومن حينها والعرب يطلقون تلك المقولة مثلًا حينما يفسد الشخص ما يملكه بدلًا من أن يفسده عدو له.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك