لم تترك الأمثال الشعبية ضربًا أو مسلكًا في حياة الإنسان إلا وتعرضت له ، ففي السلوكيات الحميدة نجد كثيرًا من الأمثال والأقوال المأثورة ، وفي السلوكيات الخاطئة نجد أيضًا اهتمامًا خاصًا منها بإبراز السلوك لرفضه واستنكاره ، ومن تلك السلوكيات التي تناولتها الأمثال التراثية القديمة مثل أوغل من طفيل ، والطفيل ينسب إليه الطفيلي وهو الشخص المتطفل.قصة المثل
زعم أبو عبيده أنه كان هناك رجلًا من الكوفة يدعى طفيل ابن دلال من بني عبد الله بن غطفان ، وكان هذا الرجل دائم التطفل يأتي الولائم من غير أن يدعى إليها ، وكانوا يطلقون عليه طفيل الأعراس ، وطفيل العرائس .وكان هو أول رجل قام بهذا الفعل في الأمصار ، فارتبط باسمه وصار مثلا ينسب إلى كل من اقتدى به ، وينعت بالطفيلي ، أما لدى العرب في البادية كان الطفيلى يدعى وارش وهو الشخص الذي يذهب إلى أي مأدبة أو وليمة لم يدع لها ، أما من يتطفل على الشراب فيقال له واغل وهو نفس الاسم الذي أطلقته الأمصار والبادية .وقد قال الشاعر في هذا الفعل :
أوغل في التطفيل من ذباب *** على طعام وعلى شراب
لو أبصر الرغفان في السحاب *** لطار في الجور بلا حجاب
وقال آخر :
أوغل في التطفيل من مثمود *** ألزم للشواء من سفود
يعمل في الشواء والقديد *** أصابعاً أمضى من الحديدواتفق معهم الأصمعي أن الطفيلي هو من يدخل على القوم من غير أن يدعى ، قال : والطفيل مشتق من الطفل ، ومعناه إقبال الليل على النهار بظلمته ؛ فكأنما تطفل الليل على النهار .وقال أبو عمرو : الطفل هو الظلمة بعينها وقال ابن الأعرابي :يقال للطفيلي اللعمظى وجمعها لعامظة ، وأنشد هذا البيت:
لعامظة بين العصا ولحائها … أدفاء أكالون من سقط السفر.