تقول العرب ، فلان أحمق من هبنقة ، وهبنقة هذا أعجوبة من أعاجيب الزمان ، فقد كان يعلق في عنقه قلادة من ودع ، وعظام وخزف ، فلما سئل عن سرها قال : أخشى أن أضيع نفسي ، ففعلت ذلك لأعرفها وأعثر عليها ان ضاعت ، وذات ليلة سرق أحد الظرفاء القلادة ، وعلقها في عنق شقيق هبنقة ، فلما رأى أخاه قال له : يا أخي أنت أنا ، لكن من أنا ؟!فلسفة هبنقة :
وكانت لهبنقة فلسفة خاصة ، في رعي الإبل ، فقد كان يصطحب الإبل الثمينة إلى المراعي الخصبة ، ويأخذ المهازيل إلى المراعي الفقيرة ، فلما سئل عن السبب ، قال : الله خلقها هكذا ، وليس من شأني تغير خلق الله .حماقة هبنقة:
أضاع هبنقة مرة بعيراً ، فخرج ينادي بين الناس ، إن من يجد بعيري ، يأخذه له حلال عليه ، فضحك الناس وقالوا له : ماذا ستستفيد أنت في محصلة هذا العمل ؟ فقال : كيف لا أستفيد ، أنا آخذ الحلوان .هبنقة وفض النزاعات:
وفي ذات مرة ، اختصمت قبيلة طفاوة مع قبيلة راسب ، حول رجل حكيم ، إدعت كل قبيلة ، أنه عَرافها ، وقد حُكِم هبنقة في النزاع ، فقال : نلقي الرجل في الماء ، فان طفى فهو من طفاوة ، وان رسب فهو من بني راسب ! ، وقد جرت مقولة ، أحمق من هبنقة ، على الألسن ، وذلك من شدة حماقته ، وعجب تفكيره ، فأصبحت مثلاً شهيراً ، تناقلته الألسن بين العرب حتى وقتنا الحالي .