نادرًا ما يتروى الحمقى في اتخاذ القرارات ، وغالبًا ما يندفعون خلف ردود أفعالهم المتسرعة ، الأمر الذي يعرضهم لعواقب وخيمة قد تضر بهم ، على عكس الحكماء الذين يفكرون مليًا قبل أن يقدموا على أي خطوة ، وعن هذا ذاع مثل انجليزي شهير يقول Fools rush Where Angels fear to Tread والملائكة هنا يقصد بهم الحكماء الذي يملكون قدرًا من الفطنة والذكاء .قصة المثل :
كانت هناك حمامة شابة شقية جدًا ، لم تكن تملك من الخبرة والمعرفة سوى شيء يسير ، وكثيرًا ما كانت تتورط بالعديد من المشاكل ، وتسبب لوالديها القلق والأذى ، في يوم من الأيام طارت تلك الحمامة إلى جزء بعيد من الغابة لم تذهب إليه من قبل ، وحطت هناك على شجرة جميلة .وبالقرب منها كانت تقف بومة عجوز ، لديها من الخبرة والحكمة الكثير فنصحتها بالابتعاد عن ذلك الجزء من الغابة ، والرجوع إلى موطنها لأن بتلك المنطقة تكثر الفواكه السامة والحيوانات المفترسة .وكانت تلك الحمامة صغيرة جدًا وساذجة ؛ لدرجة تجعلها لا تستطيع معرفة الفواكه الصالحة من السامة ، ورغم تحذيرات البومة العجوز لها من تناول الفواكه الملونة والبراقة ، إلا أنها لم تستجب ، فأثناء عودتها إلى موطنها شعرت الحمامة بالجوع الشديد ، وتذكرت حينها نصيحة البومة العجوز بعدم الاقتراب من الفاكهة الملونة .فحطت على شجرة التوت الأسود ولكن لأن لون التوت كان قاتم ، لم يعجب الحمامة فتركتها وحطت على شجرة ثمارها حمراء جميلة تشبه التفاح ، ورغم تحذيرات البومة أكلت الحمامة من ثمارها الملونة .وبعدها شعرت بالتعب الشديد وسقطت ميتة ، وتسببت حماقة الحمامة في موتها ، فرغم علمها بأن الثمار سامة ورغم نصيحة البومة الحكيمة ، ألقت الحمامة بكل تلك الحقائق وراء ظهرها ، ومشت خلف ما اشتهته نفسها فكان جزاؤها الموت .