يكمن جوهر هذا المثل في أن الشخص اللطيف ذو الطباع الجيدة ، الذي يسعى دومًا لمساعدة الآخرين هو من يلتف حوله الناس ، ويتوجهوا إليه تلقائيًا فطريقة الإنسان هي التي تحدد كيفية تعامل الناس معه ، فالوضع يشبه تماما انجذاب الذباب للعسل لا للخل ، كما يقول المثل الانجليزي الشهير Honey catch more flies than vinegarفالناس الطيبين هم من يستطيعوا جذب حب الناس وتعاطفهم ، على عكس ذوي المزاج السيئ والأسلوب الفظ الذين ينفر منهم الناس ، والعسل هنا إن كان يعني الناس الأخيار فالخل يعني الناس ذوي الطباع السيئة .قصة المثل :
ذات مرة كان هناك مزارع يعيش في كوخ صغير بالقرب من الغابة ، كان كبير في السن ولكنه كان رجلًا طيب القلب ، اعتاد أن يقدم المساعدة والرعاية لكل الحيوانات التي فقدت طريقها أو أصيبت ، فكان يطعمهم ويعطيهم المأوى ويمرض جراحهم .وبصرف النظر عن الأبقار التي كان يربيها ، والكلاب والدواجن الموجودة بحظيرته ، كان لديه مجموعة متنوعة من الحيوانات كالحصان ، واثنين من الغزلان ، وعدد قليل من القطط والأرانب الذين يعيشون معه في حظيرته الصغيرة .كان يعاملهم مثل أطفاله ، حتى أنهم عاشوا جميعًا كأسرة واحدة في غاية السعادة ، وذات يوم اضطر المزارع للسفر إلى المدينة القريبة فأبلغ جميع الحيوانات بذلك ، وطلب منهم رعاية الكوخ ريثما يعود ، فعملت الحيوانات بجد واجتهاد في الحفاظ على المنزل لأنهم كانوا يحبون الفلاح العجوز .وفي منتصف الليل أثناء مراقبة الكلاب للكوخ ، وجدوا بعض اللصوص يحاولون شق طريقهم ناحية الكوخ ، وبما أن اللصوص كانوا مسلحين ، قررت الحيوانات كلها العمل بشكل جماعي للإيقاع بهؤلاء اللصوص .فوضعوا خطة ذكية للتغلب عليهم حيث صرفت الغزلان والأرانب انتباه اللصوص ، وهرعت جميع الحيوانات الأخرى وهاجمتهم بغتة بكل ما لديهم من أسلحة ، فأخذت القطط تخدشهم والكلاب تعضهم ، بينما بالت عليهم الأبقار ، وأخذ الحصان يركلهم .فصدم اللصوص وفوجئوا بهذا الهجوم المفاجئ ، وسرعان ما أدركوا أنهم ضعاف أمام هؤلاء الحيوانات المحبة لصاحبها ، فهربوا على الفور من مكان الحادث وهم مصابون بكدمات شديدة ، أما الحيوانات فأخذت تركض في سعادة وفرح .وحينما عاد المزارع وعلم بما حدث ، شكر الحيوانات كثيرًا على إنقاذهم للكوخ ، وأدرك أن الحيوانات قد ردت له الجميل بإنقاذهم لكوخه ، جزاءً لمعاملته الطيبة معهم ، وعاش الجميع في سعادة غامرة وحب أكثر من أي وقت مضى .