قصة كل سحابة لديها بطانة فضية


على المرء أن يبقى إيجابيًا في جميع الأوقات ، ولا يفقد الأمل مهما حدث ، فالسحابة السوداء حينما تظهر في السماء تجعل الجو مظلم ، ولكن هذا لا يدوم فسرعان ما تنقشع وتكشف عن ضوء الشمس الجميل .وإذا نظرنا إليها جيدًا سنجد الشمس تحاول مرارًا وتكرارًا أن تظهر من خلالها ، فيتسلل إلينا ضوءها الجميل من خلال حواف السحابة الخارجية ، فتبدو كما لو أنها محاطة ببطانة فضية تبعث على الأمل من جديد .وهكذا هي الحياة أحيانًا نمر فيها بمراحل سيئة ، ولكن هذا السيئ لا يدوم ويخرج منه الجيد ، فالغيوم السوداء هي الأوقات السيئة التي نقضيها في تلك الحياة والسحابة الفضية هي الدروس التي نتعلمها وبذرة الأمل التي تنبعث فينا من جديد ، وفي نفس السياق يأتي هذا المثل الإنجليزي الشهير : Every Cloud has a Silver Liningقصة المثل :
كان ديباك حزينًا جدًا ويشعر بخيبة الأمل منذ أن وقعت له حادثة كبيرة قبل بضعة أشهر ، جعلته يجلس على كرسي متحرك حيث أصيبت ركبته بأضرار جسيمة ، لن يتم علاجها إلا بعد إجراء عدد كبير من العمليات الجراحية .وقال الأطباء أنه سيتعين عليه الانتظار لمدة شهرين آخرين قبل أن يحاول المشي ثانية ، كان ديباك ضعيفًا ولا يثق في قدرته على الشفاء ، وصار عصبيًا بدرجة كبيرة فقد كان غاضبًا لأنه لم يتمكن من الركض واللعب مثل الآخرين .ولم يعد مهتما حتى بلقاء أصدقائه ، فقد أصبح يفضل العزلة والبقاء وحيدًا ، الأمر الذي أقلق والديه عليه كثيرًا ، وفي يوم من الأيام قام بعض المعلمين بمدرسة ديباك ومنهم المعلم رجام بزيارته وقضاء بعض الوقت معه ، وفي ذلك اليوم علمته قواعد لعبة الشطرنج ولعبتها معه .وسرعان ما وجد ديباك نفسه في تلك اللعبة واستهوته ، حيث بدأ يستعمل عقله بصورة صحيحة استطاع بها الفوز في جميع المباريات التي لعبها مع جيرانه وأصدقائه ، وهنا أدرك ديباك أن لديه الموهبة فقرر والداه إحضار مدرب له ، ليعلمه فنيات تلك اللعبة وبالفعل انغمس فيها ونسى كل شيء عن حالته الصحية ، وصار كل يوم يجتاز مستوى أصعب من الأخر فارتفعت مستويات الثقة لديه بنفسه وبقدراته .كما أنه بدأ يشارك تدريجيًا في العديد من البطولات المحلية ، والتي استطاع حصد الكثير من الجوائز فيها ، وفي غضون ستة أشهر استطاع ديباك المشاركة في بطولة دولية فاز فيها بالمركز الثاني ، وتم اختياره لتمثيل دولته في البطولات الوطنية المنعقدة في لعبة الشطرنج .كانت تلك اللحظة نقطة تحول كبيرة في حياة ديباك ، فقد أدرك أن الواقع لا يمكن أن يُمحي الأمل ، وأن الإنسان هو من يغير واقعه بيده ، فلولا تلك الحادثة لما عرف الشطرنج وأصبح بطلًا فيه ، والفضل في ذلك يرجع لمعلمته راجام .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك