كثيرًا ما سمعنا عن اجتماعات ، للقادة والسياسيين ، ومن هم مولعون بالفن ، سواء الرسم أو الموسيقى أو الشعر ، وهكذا ولكن أن يجتمع هؤلاء ، في حفل كبير ، بإحدى دور الأوبرا ، أو قاعات المؤتمرات فهو أمر مفهوم ، ولا غبار عليه .ولكن أن يجتمع هؤلاء جميعًا ، في إحدى الغابات ، تاركين خلفهم أسرتهم الوثيرة ، وغرفهم الأنيقة ، وقصورهم الغنية بما لذ وطاب ، ليناموا ليلهم في العراء ، إلى جوار بعض الأشجار الضخمة ، هذا هو ما قد يثير لدهشة ، خاصة إذا ما علمنا بأن هذا الأمر يحدث مرة كل عام ، ولمدة أسبوعين متتالين ، يبدأن من منتصف شهر يوليو ، فلماذا يجتمع كل هؤلاء وأين وما قصتهم ؟البداية ..
كلمة بوهيمي ، تعني غجري أو غير مرتب ، وكانت تُطلق على في بداية القرن التاسع عشر ، على الغجر القادمون من روما ، لذلك فالكلمة أساسها يعني غجري ، ثم أصبحت تطلق على الفقراء ممن يرتدون ملابس وأزياء غير مرتبة ، ويعيشون دون نظام أو ترتيب ، ولا يكترثون لآراء الآخرين ، أو يلتزمون مثل غيرهم بأية قوانين.وفي منتصف القرن التاسع عشر ، انتشرت كلمة البوهيمية داخل أوروبا بوجه عام ، ثم انتقلت إلى أمريكا لتُطلق على الأزياء ، والتقليعات الغريبة ، وأصبح لهؤلاء البوهيميون نوادٍ خاصة بهم ، وجمعيات ومنهم النادي البوهيمي في سان فرانسيسكو .والذي تعود بداية إنشائه لعدد من الصحفيين ، الذين اقترحوا إنشاء غرفة متواضعة بالإيجار ، يلتقون فيها لتبادل الآراء الفنية ، وانضم إليهم عدد من الفنانين والموسيقيين ، ولكن مع تزايد العدد أصبح المكان لا يسع الجميع ، فاضطر المؤسسون إلى عرض ، طلبات عضوية للأثرياء حتى يتمكنوا من الاستفادة المالية وتوسعة المكان ، وبالتدريج أصبح الأغنياء يتوافدون بطلبات العضوية ، حتى أصبحوا هم الأكثر عددًا وتحكمًا في قرارات النادي ، وبالتالي افتقد المكان لأهدافه ولم يعد يحمل منه ، سوى الاسم البوهيمي فقط .تطورات وغرائب ..
بحلول عام 1878م قرر مؤسسو النادي ، تكريم أحد الأعضاء المؤسسين بمناسبة انتقاله إلى ولاية أخرى ، فأقاموا حفلاً فنيًا أثار إعجاب الجميع ، ثم تحول الحفل بعد ذلك إلى احتفالاً سنويًا ، يقام كل عام في نفس التوقيت ، بعد أن قام المالكون له بشراء أرض البستان البوهيمي ، وإقامة العديد من المنشآت والأقسام داخله ، بحيث تنضم جميعها للنادي.جدير بالذكر ، أنه من بين شروط الانضمام للنادي ، أنه لا توجد نساء منضمه به ، وهناك أسبوعين لا يحق لأي أحد أن يدخل فيهما إلى النادي ، وأنه لا يمكن عمل عضوية النادي سوى باختيار المؤسسون ، كل تلك الأمور دفعت العديد من الناس ، للتشكك بحدوث أمر ما ، فكيف لهؤلاء جميعًا ، أن يتجمعوا داخل مكان ما ، ويُغلق عليهم وحدهم دون أن يعلم أحد ، ما يحدث بالداخل.بالطبع لا يوجد دخان بلا نار ، فعندما سُئل بيل كلينتون عن عدم ذهابه إلى البستان البوهيمي ، ضحك ساخرًا بأنه لا يحب أن يقف عاريًا أمام جذوع الأشجار! وبعد ذلك ، تقدم أحد الشبان ببلاغ ، وأنه كان قد تم اختطافه وهو في السادسة من عمره ، بصحبة أطفال آخرين ، وتم تقديمهم لعدد من الساسة وذوي النفوذ والسلطة ، لممارسة البغاء معهم ، ومن الأطفال من مات جراء تلك الأفعال الشاذة ، وأنه كان يتم إجبار الأطفال على ممارسة الشذوذ مع بعضهم .حتى يضحك هؤلاء الساسة ! ولا يقف الأمر حدد ذلك فقط ، بل هناك من الأطفال من كان يتم ، الممارسة معه في حلقات ، ثم يتم دهسه بالأقدام حتى يموت ، ويلقى في الغابة أو يتم ذبحة وفقًا لطقوس شيطانية مريبة.عُرفت تلك الأحداث والشهادات ، باسم فضيحة فرانكلين والتي تم التستر عليها ، وتبرئة كل من اتهموا فيها ، نظرًا لعدم كفاية الأدلة ، في النهاية ، قد تكون تلك الرواية حقيقة ، أو خدعة ، ولكن بالتأكيد ما يحدث في هذا البستان هو أمر مريب للغاية ، حيث يجتمع كل هؤلاء من ذوي النفوذ والسلطة لمدة أسبوعين متصلين دون أن يعرف أحد ، ماذا يحدث بالداخل ، لابد أن تثار التساؤلات حول تلك القصة.