كان معبد أرتميس مكانًا رائعًا للعبادة في مدينة أفسس في تركيا ، وكان مكرسا لعبادة الإله أرتميسؤ ، من أشهر الإلهة اليونانية ، وعلى الرغم من تدميره وإعادة بنائه في وقت سابق ، بشكل أكثر فنًا من المرة الأولى ، فهذا البناء الثاني ، يعتبر واحدًا من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم .الإلهة أرتميس :
تم بناء معبد أرتميس في مدينة أفسس العظيمة ، تخليدًا لعبادة للآلهة أرتميس (وتسمى أيضا ديانا) ليست هي نفسها أرتميس التي يعبدها الإغريق ، فأرتميس اليونانية هي إلهة الصيد بينما أفسيس أرتيميس هي إلهة الإنجاب والخصوبة .تدمير المعبد للمرة الأولى :
تم تدمير المعبد الأول في 21 يوليو ، 356 قبل الميلاد ، في حريق هائل من قبل رجل مجنون ، وقد كان الدافع الشهرة بأي ثمن ، غضب منه مواطني أفسس ، حتى أنهم لم يؤرخوا اسمه ، وحكموا عليه بالموت ، غير أن المؤرخ سترابو لاحظ لاحقًا اسمه وهو هيروستراتوس على جدران أحد المعابد .في نفس الليلة التي تم تدمير المعبد فيها ، ولد الإسكندر الأكبر ، ويفسر أهل أفسس أمر الحريق بأن أرتميس كان مشغولًا جدًا بولادة الإسكندر وتسليمه .! وبعد مرور زمن ، مر الإسكندر عليهم في إحدى حروبه عرض عليهم دفع ثمن إعادة بناء المعبد ، ولكن رفض أهل أفسس فقد حبوا هم أن ينالوا هم هذا الشرف الكبير وأخبروه بدبلوماسية : أنه لا يصح أن يبني إلهًا معبدًا لإلها آخر كما كانوا يعتقدون ، وفي نهاية المطاف ، تم إستعادة المعبد بعد وفاة الإسكندر ، عام 323 قبل الميلاد .إعادة بناء المعبد الأعجوبة :
تم بناء المعبد الجديد والأكثر شهرة تقريبًا عام 550 قبل الميلاد، من قبل المهندس المعماري كريتي تشيرسيفرون وابنه ميتاجينس ، وقد بني من الرخام الخالص ، مع تضاعف صفوفه لجعله ممرًا احتفاليًا واسعًا حول الهيكل المركزي للمعبد الرئيسي .معظم الوصف المادي والفن داخل معبد أرتميس يأتي من المؤرخ بليني ، على الرغم من أن هناك حسابات مختلفة والحجم الفعلي يختلف ، يصف بليني المعبد بطول 377 قدم وعرض 180 قدم ، وقد صنع تمامًا من الرخام بإستثناء سقف خشبي مغطى بالبلاط ، هذا الرخام جعله واحدًا من عجائب الدنيا السبع في العالم .ويفترض أيضًا أن هناك تمثالًا لأرتميس في الوسط ، ويتكون المعبد من 127 عمودًا تقريبًا ، فالعدد الدقيق للأعمدة غير معروف ، وكل عمود يرتفع نحو 60 قدمًا ، صمم المعبد عجبًا عجاب اشترك في البناء الفنانون الموهوبون الذين أبدعوا برسوماتهم وفنونهم .وضم معبد أرتميس العديد من الأعمال الفنية الجميلة ، منحوتات من قبل النحاتين اليونانيين منها التماثيل المشهورة في التاريخ بوليكلتوس ، فيدياس ، كريسيلاس ، وفرادمون ، فضلًا عن لوحات وأعمدة مذهبة من الذهب والفضة ، في أروع ما أبدع النحاتون .تدمير المعبد للمرة الثانية :
وقد دمر هذا المعمار خلال غارة من قبل القوطيين في 262 قبل الميلاد ، في وقت الإمبراطور غالينوس ، ومع ذلك لم يتم إعادة بنائه مرة أخرى وأهمله الناس وذلك مع دخول المسيحية ، فقد زاد زهو المسيحية واندثار العبادات الأخرى ، واستمر يعرف بأنه واحدًا من عجائب الدنيا حتى في بعثة المسيح عليه السلام .التنقيب عن آثار المعبد في العصر الحديث :
أعيد اكتشاف موقع المعبد في عام 1869م ، من قبل بعثة برعاية المتحف البريطاني ، وكان ذلك بعد ست سنوات من البحث والتنقيب ، تم اكتشاف موقع المعبد في عام 1869م من قبل بعثة بقيادة جون تورتل وود برعاية المتحف البريطاني ، واستمرت هذه الحفريات حتى عام 1874م ، تم العثور على عدد قليل من الشظايا الأخرى من النحت خلال الحفريات وعمليات التنقيب خلال أعوام 1904-1906م من قبل العالم ديفيد جورج هوغارث ، وتم عرضها في غرفة أفسس داخل المتحف البريطاني ، أما بالنسبة للموقع الأصلي ، فلم يبقى إلا عمودًا واحد بعد إعادة الإعمار النهائي للمعبد نفسه .