بدأت القصة مع السيدة (جوديث بيكل) عندما زارت مقبرة توت عنخ آمون في مصر ، وهي ترافق صديقتين ، بعد أن اكتشفها العالم الأثري (هيوارد كارتر
مباشرة ، عام 1922م من بعد ست سنوات من العمل المضني والبحث في وادي الملوك بصعيد مصر .شعرت (جوديث) بقشعريرة تنتابها حتى أنها قالت لصديقاتها : (هيا بنا نخرج من هنا ، فأنا خائفة) لكنها لم تقوى على الخروج من المقبرة ، فقد شعرت بأن يدا خفية تجذبها للبقاء بالمقبرة .منذ ذلك التاريخ لاحقت لعنة الفراعنة السيدة (جوديث بيكل) ، وعائلتها وممتلكاتها ، تلك اللعنة التي حلت بالمجموعة الأولي المكونة من 19 رجلًا ، والتي اقتحمت المقبرة عند اكتشافها ، مات منهم 11 شخصًا خلال السنوات العشر التالية ، وبعضهم في ظروف غامضة ، والبعض الآخر بطريقة وحشية .كانت زيارة السيدة (جوديث) هي آخر ما قامت به في زيارتها لمصر ، وقد كانت الزروة بالنسبة للرحلة فقد كانت المقبرة ، كما هي على حالها التي وجدها عليها (هيواردكارتر) منذ اكتشافه لها .قامت (جوديث) بهبوط الدرج هي وصديقتها ، ذلك الدرج الذي يفصل عالم الأحياء عن عالم الأموات علي مدى 3265 عامًا ، وقد وجدت مقبرة توت عنخ آمون في حجرة صغيرة ، وعلي ضوء مصباح الغاز الذي أضاء الحجرة ، أخذت تتطلع في تقاسيم وجه الفرعون الطفولية ، والتي يكشف عنها القناع الذهبي المرصع بالجواهر.وقفت الثلاث سيدات في صمت وكأن قوى خفية استولت عليهن ، ثم صرخت إحداهن حين احتك خفاش مندفع بذراعها ، فاندفعت الصديقتين هاربتان نحو ضوء الشمس المبهر ، خارج المقبرة ، إلا (جوديث) فقد ظلت تحدق فى الوجه الذهبي للملك الالهي مثل المنومة.بعد مرور أربعين عامًا :
تروى السيدة (جوديث) وهي تتذكر ما حدث منذ أربعين عاما مضت ، وتقول : كانت لرؤية المقبرة على الطبيعة ، تأثيره العاطفي الرهيب على نفسي ، كنت أشعر في كياني وفي كل جسدي بهزة قوية ، وقد أحسست وقتها بأننا بددنا السلام الذي كان يرقد فيه جثمان الفرعون .اللعنة :
عادت(جوديث) من القاهرة إلى بلدها وقد بدأ النحس يلازم حياتها ، بعد أسبوع من عودتها مرض والدها مرض خطيرًا ، وهو كان قبل ذلك بصحة جيدة جدًا ، ولم يشكو من أي شيء ، ثم ماتت والدتها ، ومن بعدها بأسبوع مات كلب الأسرة المحبب إلى نفسها ، وبعدها بعشر أيام سرقت سيارتها ، وكذلك اقتحم لصوص منزلها وقاموا بسرقة مجوهراتها.ربط الأحداث :
عندما تتابعت الأحداث المؤسفة ، ظلت (جوديث) تفكر في تلك اللعنة التي قلبت حياتها ، فتذكرت وجود بعض القطع الأثرية التي حملتها معها كتذكار من المقبرة ، وقد ربطت تلك الأحداث بما حدث للسكرتير السابق (لهيوارد كارتر) والذي يدعي ، (ريتشارد بثيل) ، والذي مات بطريقة غامضة وغير مفهومه ، وعندها عثروا في حجرته على ازدحام من الآثار الفرعونية التي حملها معه من المقبرة .وكذلك ما حدث لوالده (لورد ويستبري) المعروف بجامع الآثار المصرية القديمة ، قد انتحر قفزا من النافذة على ارتفاع 70 قدم ، فقامت السيدة (جوديث) بجمع كل التذكارت التي حملتها معها من المقبرة ، وهي عبارة عن قطع من الخرز وقطع من الأحجار من حجرة الدفن ، وقامت بإلقائها في مياه النهر ، وجاءت النتيجة أقرب إلى المعجزة ، فقد مضت حياتها ناعمة وهنيئة .عودة اللعنة :
ولكن بعد مرور الذكرى الخامسة لإلقاء الآثار التذكارية في النهر ، عادت تلاحقها اللعنة مرة أخري ، فقد توفي والدها ، وقامت بحادث تصادم خطير مع سيارتها ، واشتعلت النار في منزلها ، وقد لفت نظرها في وسط المنزل المتفحم ، أنه لم تسلم سوي صورة ملونة كبيرة لمقبرة توت عنخ آمون ، أرسلتها شركة بترول لزوجها على سبيل الدعايا .وتذكرت السيدة(جوديث) أن بعد هذا بسنوات قليلة ، وصلتها بالبريد احدى المجلات ، وبمجرد أن لمستها شعرت بصداع رهيب ووخز في رأسها ، وعندها أسرعت تقلب صفحات المجلة ، وقد ظهرت في إحدى الصفحات صفحة كاملة بها صورة توت عنخ آمون ، يتفرس بعينين محملقتين ، فقامت بإلقاء المجلة بالكامل في النار ، لكن هذا لم يمنع تتابع الأحداث المؤلمة في حياتها .فبعد هذا مباشرة ، توفي اثنان من أقرب الأقرباء لها على نحو غير متوقع ، وخسرت خسارة فادحة في نشاط مالي كانت مشاركة به ، وأخذت صحتها في التدهور وراحت تشكو من آلام في رأسها وبدنها ليس لها تفسير .ظاهرة خارقة للطبيعة:
فهل يكون تعاقب كل تلك الأحداث جاء مصادفة ؟ ، يقول د
ر.س.ماردرو) الأستاذ المتخصص في التاريخ المصري القديم : أنا واثق تمامًا ، بأن قدماء المصريين قد توصلوا إلى طريقة يستطيعون بها إشاعة جو ديناميكي حول المومياء ، بالاعتماد على الطقوس السحرية ، هذا بالإضافة إلى الجملة التي كتبت على رأس توت عنخ آمون والتي لها دلالتها بالتأكيد ، والتي تقول (ترديد اسم الميت ، تبعث فيه الحياة مرة أخرى) .