كان فليمينغ عالم في علم الجراثيم ، وهو اسكتلندي وحاز على جائزة نوبل بفضل اكتشافه البنسلين ، كان اكتشاف البنسلين أحد أهم المضادات الحيوية الأولى في العالم ، ويمثل نقطة تحول حقيقية في تاريخ البشرية ، عندما تمكن الأطباء أخيرًا من أداة تمكنهم من معالجة مرضاهم تمامًا من الأمراض المعدية القاتلة .الكسندر فليمنج
ولد ألكسندر فليمينغ في أيرشاير في 6 أغسطس 1881م ، وهو ابن مزارع بسيط ، انتقل إلى لندن في سن 13 عامًا ، وبعد ذلك تم تدريبه كطبيب ، تأهل مع التميز في عام 1906م ، وبدأ البحوث في كلية الطب في سانت ماري في جامعة لندن ، تحت قيادة السير المروث رايت ، وهو رائد في العلاج باللقاحات ، وفي الحرب العالمية الأولى خدم فليمينغ في الفيلق الطبي للجيش ، وبعد الحرب ، عاد إلى سانت ماري .بداية الاكتشاف
في عام 1928م ، عندما عاد فليمينج إلى مختبره في المستشفى بعد أن كان في عطلة ، لاحظ فليمينغ أن مزارع البكتيريا التي نسيها بالخارج بطريق الخطأ ، بها هالة بيضاء ، أدرك فليمينغ أن الهالة البيضاء المحيطة بالقالب كانت تقتل البكتيريا ، وأن هذا العفن قد خلق دائرة خالية من البكتيريا حول نفسها ، تفاجأ فليمينغ بهذا الأمر ، وبدأ في فحصها تحت المجهر ، وعلم أن المادة النشطة في العفن هي مادة البنسلين .استغرق فليمينغ بضعة أسابيع أخرى لينمو العفن بما فيه الكفاية من حتى يكون قادرًا على تأكيد النتائج التي توصل إليها ، استنتاجاته تبين أنه سيكون اكتشافًا هائلًا : كان هناك بعض العوامل في عفن البنسليوم ، والتي لا تمنع فقط نمو البكتيريا ولكن الأهم من ذلك ، يمكن تسخيرها لمكافحة الأمراض المعدية .كتب الدكتور فليمينغ الشهير عن هذا التاريخ الأحمر : عندما استيقظت بعد الفجر يوم 28 سبتمبر 1928م ، بالتأكيد لم أكن أخطط لإحداث ثورة في الطب من خلال اكتشاف أول مضاد حيوي في العالم ، أو البكتيريا القاتلة ، لكني اعتقد أن هذا هو بالضبط ما فعلته .فشل فليمينج
حاول فليمينج استخراج البنسلين من الدم في أنبوب الاختبار ، ولكنه بدا غير نشط ولكن هذا كان لأنه فشل في عزل البنسلين بشكل صحيح ، ونشر فليمينغ اكتشافه لكنه سقط في نهاية المطاف .في الواقع ، لم يكن لدى فليمينغ موارد المختبر في سانت ماري ، ولا خلفية الكيمياء لاتخاذ الخطوات العملاقة التالية لعزل العنصر النشط لعصير البنسليوم ، وتنقيته ، والتعرف على الجراثيم التي كانت فعالة ضدها ، وكيفية استخدامها .د/هوارد فلوري
وترحلت هذه المهمة إلى الدكتور هوارد فلوري ، أستاذ علم الأمراض الذي كان مدير مدرسة السير ويليام دون للأمراض في جامعة أكسفورد ، بدأ هذا العمل التاريخي في عام 1938م عندما فلوري ، فقد كان مهتما منذ فترة طويلة في الطرق التي تجعل البكتيريا والعفن تقتل نفسها أو تقتل بعضعا البعض بشكل طبيعي .أول تجربة حقيقية (الفئران
خلال صيف عام 1940م ، تركزت تجاربهم على مجموعة من خمسين فأر، والذين أصيبوا بالبكتريا القاتلة ، توفي نصف الفئران وفيات بائسة من الإنتان الساحق ، وقد نجا الآخرون ، الذين تلقوا حقن البنسلين .وعند هذه النقطة أدرك فلوري أن لديه معلومات واعدة كافية لجراء الاختبار على الناس ، ولكن المشكلة ظلت : وهي كيفية إنتاج ما يكفي من البنسلين النقي لعلاج الناس ، وعلى الرغم من الجهود المبذولة لزيادة الإنتاج منه ، واستغرق الأمر 2000 لتر من السوائل للحصول على ما يكفي من البنسلين النقي لعلاج حالة واحدة من العدوى لدى شخص واحد .أول تجربة بشرية
وفي سبتمبر 1940م ، ألبرت ألكسندر، 48 عامًا ، شرطيًا قدم نفسه كأول اختبار بشري ، حيث أصيب بالبكتيريا حتى أنها انتشرت إلى عينيه وفروة الرأس ، وعلى الرغم من أن ألكسندر قد دخل إلى مستشفى ، وتم علاجه بجرعات من أدوية السلفا ، إلا أن العدوى ساءت وأدت إلى خراجات في العين والرئتين والكتف ، وسمع فلوري عن الحالة الرهيبة له وسأل فورًا الأطباء إذا كان يمكن أن يقوموا بتجربة البنسلين المنقى ، بعد خمسة أيام من الحقن ، بدأ الكسندر للتعافي فعلًا ، ولكن فلوري لم يكن لديه ما يكفي من البنسلين النقي للقضاء على العدوى ، والكسندر مات في نهاية المطاف .تطوير البنسلين وإنتاجه
في صيف عام 1941م ، قبل فترة وجيزة من دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية ، حاول العلماء تطويره ، ومحاولة إنتاجه بكميات كبيرة ، وفي الحرب ، أثبت البنسلين هزته ، فعلى مر التاريخ ، فقد كان القاتل الرئيسي في الحروب العدوى وليس إصابات المعركة .في الحرب العالمية الأولى ، كان معدل الوفيات من الالتهاب الرئوي الجرثومي 18% ، أما في الحرب العالمية الثانية ، انخفض إلى أقل من 1% ، من يناير إلى مايو في عام 1942م ، تم تصنيع 400 مليون وحدة من البنسلين النقي ، وبحلول نهاية الحرب ، كانت شركات الأدوية الأمريكية تنتج 650 مليار وحدة شهريًا .تكريم فليمنج
من دون فليمينج ، لم يكن أحد يستطيع أو يقوم بتطوير البنسلين ، حيث منح جائزة نوبل للطب في عام 1945م ، والآن أصبحت مبيعات المضادات الحيوية اليوم تقدر بأكثر من 6 ملايين جنيه استرليني في السنة .