للنوم مراحل متتالية ، يخوضها الإنسان عقب خلوده إليه ، وتكون عضلات الجسم متحررة وفي حالة الحركة ، والمرحلة الرابعة قبل حدوث الأحلام هي التي يمكن أن يسير فيها الإنسان على قدميه وهو ما زال نائمًا .أما الخامسة تحدث فيها الأحلام وتتكبل العضلات ، فلا يستطيع الإنسان السير أو الكلام أثناء نومه ، ولكن إذا ما تداخلت المرحلتان يحدث ما يسمى بالسرنمة ؛ والتي تعني الاضطراب الذي يحدث أثناء النوم ، فيدفع الشخص للسير أو الحديث وهو نائم ، وكثيرًا ما تحدث في الأطفال وقد تستمر معهم إلى سن البلوغ ، وتعود إلى أسباب نفسية أو قلق أو توتر .دانيال جودينو :
هناك العديد من القصص التي تروي مأساة بعض الأشخاص أو العائلات نتيجة حدوث السرنمة لأحد أفرادها ، وكان أغلب أبطال تلك القصص من الأطفال والمراهقين ، تعد قصة دانيال جودينو هي القصة الأشهر على الإطلاق بالنسبة للسرنمة .حيث وقعت أحداث القصة عام 2009م ، عندما استيقظت والدة دانيال من النوم وأيقظته ، وأوصته بأن يوقظ شقيقه الأصغر ، بينما انطلقت هي في الطريق لإيصال طفلها الثاني إلى مدرسته ثم عادت لتحضر الفطور لعائلتها ، ولكنها فجأة سمعت صوت إطلاق الرصاص من بندقية داخل المنزل ، هلعت الأم واستدارت لترى أطفالها ، لتفاجأ بدانيال يقف خلفها وهو حاملاً البندقية المحشوة ويطلق الرصاص عليها .انطلقت رصاصتان ، أصابت إحداهما الأم قبل أن تفرغ البندقية من الطلقات ، وحاول دانيال أن يلتقط سكينًا من غرفة الطهي ولكنه لم ينجح في ذلك بعد أن قاومته الأم ، وسرعان ما اتصلت الأم بالشرطة وهي تنزف بشدة من جرحها .عقب إلقاء القبض على دانيال ، تبين لرجال التحقيقات أنه يعاني من الكوابيسش الدائمة ورؤية الأشباح ، مما اضطر والديه لوضعه بندقية إلى جواره أثناء النوم حيث كان قد أصيب بالأرق لفترات طويلة ، أثرت على طبيعته وشخصيته بالإضافة إلى مستواه الدراسي .وبفحص دانيال تبين للمحققين أنه مصاب بالسرنمة ، حيث شهدت الأم أنه عندما استفاق بالفعل من نوبة السرنمة وبدأ يدرك ما فعله ، صرخ قائلاً أنها الأشباح هي من فعلت ، ولكن رفضت المحكمة العفو عنه ، وتم إيداعه بالإصلاحية لخمس سنوات ، كونه لم يبلغ السن القانونية بعد لإيداعه بالسجن .جوان كيجر :
مراهقة في الخامسة عشرة من عمرها ، تدعى جوان كيجر كانت تعيش مع أسرتها المكونة من شقيقين آخرين وأبيها وأمها ، وقعت الأحداث عام 1943م عندما استيقظت جوان من نومها ، على صوت اطلاق النار في المنزل .فانتزعت مسدسًا كان يخفيه والدها بالمنزل حتى تستطيع الدفاع عن نفسها ، في حال وجود مقتحمون به ، وبالفعل خرجت تطلق الرصاص على المقتحمين ، وأثناء سيرها تعثرت جوان بجثة أخيها ذو الثلاثة أعوام ، وصرخات أمها عقب اختراق الرصاص لفخذها ، بينما شاهدت جثة والدها ترقد أرضًا إلى جوار جثة شقيقها .صُدمت جوان من مشهد الدماء ، لتخرج مسرعة نحو منزل جيرانها وتخبرهم بأن هناك لصوصًا قد اقتحموا المنزل وقتلوا أسرتها ، وتم استدعاء رجال الشرطة الذي اكتشفوا أنه لا أثر لأي اقتحام خارجي ، وأن المسدس الذي أصاب أفراد العائلة برصاصه هو نفسه الذي تحمله جوان ، فتم إلقاء القبض عليها على الفور ، وتم إخلاء سبيل جوان عقب شهادة الأم بأن الفتاة تعاني من السرنمة منذ طفولتها ، كما استطاع المحامي أن يثبت إصابة الفتاة بالسرنمة فتم تبرئتها أمام هيئة المحلفين .