قصة ابتكار السجاد

منذ #قصص منوعة

حل السجاد قبل خمسمائة عام محل نبات الأسل ، فقد كان القدماء يستخدمون هذا النبات لكي يفرش على الأرض بالغرف ويتم تغيره من حين إلى أخر ، وقد تحدث الفيلسوف ايرازموس عن هذا النبات بالقرن الخامس عشر الميلادي ، وقال أنه كانت تفرش به أرضيات الغرف في انجلترا .فقد كانت تسوى الأرض بطبقة من طين أبيض وتغطى بنبات الأسل ويتم تجديده من حين إلى أخر ، ولكن كان بصورة غير متقنه بحيث تظل الطبقة السفلى كما هي مدة قد تزيد عن عشرين عامًا ، مما يدخلها الروائح الكريهة وعندها يتغير الطقس يتصاعد منها البخار الضار بالصحة ، ولكن في قصر هامبتون كان يغير الأسل كل يوم ، بناءً على أوامر الكاردينال وولزي وأيضًا في قصر لامبيث كان مفروش بالأسل الأخضر حتى عام 1520م  تم احضار سجادات من البندقية .وتعود صناعة السجاد إلى ما قبل الإسلام ، كانت معروفة في الحضارة المصرية القديمة وكانت شائعة عند القبائل العربية البدوية والفارسية وقبائل الأناضول الذين جعلوها خيامًا تؤويهم من العواصف الرملية وكانت تستخدم كغطاء للأرض وستائر للجدران وتدخل في صناعة السروج والحقائب .وكان السجاد يحظى بتقدير خاص لدى المسلمين فكان يوصف بأنه فرش من فُرش الجنة ، وتم تطوير السجاد على مر الأزمان وتكورت تقنيات الحياكة والتزيين بألوان وزخارف مدهشة ، ويعود الفضل لذلك لعلم الكيمياء الذي وضع أساسه العلماء المسلمين ، فقاموا بتطوير أصباغًا جديدة لدباغة الجلود وصباغة الأنسجة ، ومن أشهر هؤلاء العلماء المعز بن باديس التميمي الصنهاجي في القرن الحادي عشر ، فقد قام بابتكار أنواع من الحبر والأصباغ الملونة .أيضًا اشتهر السجاد الإسلامي بألوانه وأشكاله الهندسية وأنواعه النفيسة ومن أشهر الأشكال الوردية والمثلثة والثمانية والخماسية ، وتملأ المساحات حول الأشكال بالحروف والزخارف العربية والأشكال النباتية ، ومن الممكن أن يكون السجاد كبير يغطي مساحة كبيرة لقاعة استقبال كاملة أو صغير الحجم يصلح للجلوس والصلاة عليه .ولاقى السجاد رواجًا سريعًا في القارة الأوربية حتى أصبح رمز للمكانة الرفيعة ، فكان الملك هنري الثامن يمتلك أكثر من أربعمائة سجادة ، ولكن كان أول اتصال بالسجاد الإسلامي في القرن الثاني عشر الميلادي عندما قدّم حفيد وليام الفاتح سجادة إلى الكنيسة مصنوعة من الصوف .أيضًا أظهرت اللوحات التي ترجع للقرون الوسطى أماكن وجود السجاد وكيف يصنع ، وكانت بداية استخدم العامة للسجاد في أوروبا في اللوحات الدينية فقط في القرنين الرابع عشر والخامس عشر ، وفي القرن الخامس عشر قام أبناء الطبقة العليا ومالكي الأرض بوضع قطع السجاد على النوافذ والشرفات ، فقام الفنان الإيطالي عام 1494م بعمل لوحته الشهيرة لقاء الخطيبين وانطلاق الحجاج ، أيضًا شهد القرن السابع عشر الميلادي وجود السجادات المزينة التي تغطي الموائد والأرضيات .أيضًا استلهم الفنانون البلجيكيون من السجاد الإسلامي عددًا من اللوحات مثل التي رسمها فان إيك وكانت اللوحات ذات أشكال هندسية ، أيضًا حظى السجاد بتقدير عالٍ بتوجهات من م.مورغان هابلثورن والذي أرسل إلى بلاد فارس لاستقدام صانعي السجاد وارسل العمال لتعلم نظام الصباغة والنسالة ، ولكن لم يلقى أي سجاد شهرة غير السجاد العجمي الفارسي ، وطورته الدولة الصفوية وأصبحت هناك علاقة تجارية مع أوروبا وخاصة في عهد الشاه عباس الأول .وبحلول القرن التاسع عشر الميلادي بدأت صناعة السجاد تنحسر بسبب الصراعات التاريخية التي أفقدت بلاد فارس أمنها ، وقد شرع الأوروبيون بتطوير السجاد منذ القرن الثامن عشر الميلادي وقاموا بإنتاج سجاد يحاكي السجاد الإسلامي وقد شجع ذلك وجود الجمعية الملكية للفنون .حتى غدا السجاد بفضل مواد الصناعة المتقدمة من أرخص السلع المتوفرة اليوم لتغطية الأرضيات ، و هي من أكثر الوسائل استعمالًا لفرش الأرض ولها رونقها الخاص .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك