تشتهر الأماكن التاريخية بمختلف أنواعها في كل بقاع العالم بقوة أثرها في النفس البشرية ؛ حيث أنها تُعتبر رمزًا لتاريخ أمة ؛ قد يكون تاريخًا قديمًا أو حديثًا ، ومن بين الأماكن الهامة بدولة البحرين ما يُعرف باسم مدافن دلمون .تُعرف مدافن دلمون شعبيًا باسم مقبرة عالي ؛ وهي مجموعة من المقابر توجد في الجزيرة الرئيسية بالبحرين ، ويعود تاريخ تلك المدافع إلى حضارة دلمون والعصور القديمة ، وكانت تُعد أكبر مدافن في العصر القديم من حيث المساحة ؛ حيث وُجدت على هيئة جزيرة تحتوي على عدد هائل من المقابر .تُعتبر المناطق الشمالية من الجزيرة هي مناطق صخرية عالية ؛ لذلك تتركز فيها المدافن عن المناطق الجنوبية الصالحة للزراعة ؛ وأقيمت العديد من الدراسات حول التعرف على تلك المقابر وعددها ؛ فأثبتت الدراسات الحديثة أنه يوجد عدد كبير يصل إلى حوالي 350.000 مقبرة تم تأسيسهم على مدى آلاف السنين للموتى من السكان المحليين .لا تنتسب كل مدافن دلمون إلى عصر واحد ؛ حيث تختلف في شكلها وحجمها ، ولازال متحف البحرين الوطني يُجري البحوث لتحديد هوية وأزمنة تلك المدافن ، تتميز مدافن دلمون بوجود غرفة الحجر المركزية التي تُغطى بالحصي ؛ كما تُحاط بجدار منخفض ، وأحجام المقابر مختلفة عن بعضها البعض ولكن معظمها يصل إلى 4.5 متر في 9 متر ؛ ويبلغ ارتفاعها ما بين 1 متر إلى 2 متر .تتميز الغرف بشكلها المستطيل وبها تجويف أو اثنين بالجهة الشمالية الشرقية ، وأحيانًا تتواجد بالغرفة الأكبر زوجين من التجاويف الإضافية .تحتوي كل غرفة من غرف الدفن على الكثير من الجثث ؛ وقد توجد غرف ثانوية أيضًا ، وتم دفن الموتى على جنبهم الأيمن ؛ ووُضع رأسهم بنهاية القبة المظللة الموجودة بالمقبرة ؛ وقد ارتبطت عادات الدفن بتلك المقابر ببعض التقاليد الغريبة الموجودة في التاريخ القديم ؛ حيث تم وضع بعض الأدوات كالأواني ، والفخار ، واللاسلكية ؛ كما وُجدت بعض الأسلحة النحاسية ، وأختام صدفية ، وغيرها الكثير من العصور القديمة .اكتشف مجموعة من الباحثين الدنمركيين أدوات داخل تلك المقابر يعود تاريخها إلى 3700 قبل الميلاد ، و4100 قبل الميلاد ، وقد تمت الإشارة إلى دلمون في الأدب السومري على اعتبار أنها مقبرة النخبة .قامت حركة الأصوليين الدينيين بمعارضة حماية مدافن دلمون ؛ حيث يعتبرونها غير إسلامية ولا يجوز وجودها بكل تلك المساحات الهائلة ، واقترحوا إقامة وحدات سكنية فوقها .