لعلنا نسمع كثيرًا عن شعوب البحر في الكتب القديمة فمن هم ، تبدأ القصة مع نهاية القرن الثالث عشر قبل ميلاد المسيح عليه السلام ، عندما تعرضت سواحل البحر الأبيض المتوسط لعدد من الهجمات شنتها عليهم شعوب البحر ؟هذا ما دفع العلماء بتسمية تلك الحقبة بالعصر المظلم ، بسبب ما عثروا عليه من آثار دماء على معظم المواقع الأثرية ، حيث أن هذه الفترة بالفعل تشكل حلقو مفقودة من عمر الزمان ، عُرف شعوب البحر بأنهم مجموعة من المهاجمين البحارة الذين قاموا بغزو المدن الساحلية لمناطق حوض البحر الأبيض المتوسط ، في الفترة ما بين عامي 1276-1178 قبل الميلاد ، كانت الهجمات بشكل مركز على مصر .تظل أصول شعوب البحر غامضة لدى المؤرخون ، حيث أن جميع المصادر التي توصف تلك الشعوب هي مصادر دُونت في المعابد المصرية القديمة ، وصفوا تلك الشعوب بأنهم قدموا بسفنهم الحربية من البحر ولا يمكن الوقوف أمامهم ، تم ذكر أسماء تلك الشعوب بعدة أسماء كما ورد بالمصادر المصرية هم الشردان والشكلش ولوكا وتورشا ، واعتدت تلك الشعوب على الإمبراطورية الحيثية وبلاد الشام ومناطق متفرقة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط .اقترح بعض المؤرخون والعلماء أن أصل تلك الشعوب ميسنيون أو اتروسكيون أو بلستينيون ، ولكن جميع تلك المعلومات مجرد تخمينات ، سجل رميسيس الثاني وابنه مرنبتاح ورميسيس الثالث انتصارتهم على شعوب البحر على جدران معابدهم ، فمن انجازات رميسيس الثاني أنه أمن الحدود ضد غزواتهم المتكررة وغزوات البدو وأمن طرق التجارة ولكن لم يتم ذكر أي معلومات عن المكان الذي أتى منه شعوب البحر .فقد شرح فقط كيف هزم شعوب البحر في معركة بحرية على شواطئ مصر وانتظر حتى دخلت سفنهم وحمولتهم واقتربت من مصب وادي النيل وبدأ بالهجوم عليهم وتم آسر العديد من جنودهم من قبل رمسيس الثاني وضمهم لحرسه الشخصي ، أما في عهد ابنه مرنبتاح تحالف شعوب البحر مع الليبيين من أجل غزو دلتا النيل ، وكان هذا التحالف قادم من البحار الشمالية ، كان يصفهم بالخصوم الأقوياء ويفتخر بهزيمتهم بالنقوش الموجودة على معبد الكرنك جنوب مصر بمدينة الأقصر ، أيضًا على مسلة معبده الجنائزي.كانت شعوب البحر على ما يبدو يطمحون لتأسيس مستعمرة لهم بمصر وهذا ما استنتجه العلماء لجلبهم الكثير من السلع الغذائية وأدوات البناء والتشيد ، قبل مربنتاح تلك الشعوب في سهل بي تر قامت القوات المصرية بذبح الفرسان وآسر الكثيرين منهم .أما في عهد رمسيس الثالث قامت الشعوب بمهاجمة المركز التجاري المصري ، وبعد غزوات صدهم رمسيس الثالث عام 1180 قبل الميلاد ، بعد ذلك تحالفت شعوب البحر مع شعوب أخرى مثل مناطق ساحل كنعان ، قرر رمسيس الثالث الابتعاد عن الاشتباك معهم في مناطق مفتوحة ، فانتظر حتى عبروا وادي النيل وأشعل النيران في السفن الخاصة بهم ، وحارب باقي القوى في مدينة سخا .ثم اختفت شعوب البحر من التاريخ بعد هزيمتهم وتم استيعاب من بقا منهم ، لم تذكر أي مصادر تاريخية من أين قدم هؤلاء ولكن المعروف عنهم أنهم ظلوا أكثر الغزاة البحارة رعبًا وقوة على مناطق حوض المتوسط وشكلوا تهديد حقيقي لآمن تلك المناطق وبالأخص مصر ويظل اللغز من هم شعوب البحر ومن أين قدموا .