بعض التحديات والألعاب قد تأخذ منحى مرعب ، أو خطر خاصة إذا ما كانت موجهة لفئة المراهقين ، تلك الفئة العمرية التي يسهل السيطرة عليهم والتحكم بهم ، وأحد تلك التحديات هو ما يعرف عالميًا بتحدي الحوت الأزرق ، هذا المخلوق المائي المسالم ، الذي إن أراد أن ينتحر متخلصًا من حياته ، فإنه يرسو على الشاطئ دون العودة للمياه مرة أخرى ، حتى يفارق الحياة طوعًا .وهذا هو ما يفعله المراهقون ، المشاركون في مجموعات تحدي الحوت الأزرق ، ويلعبون تلك اللعبة الخطرة ، وتلك هي قصة اللعبة ، بدأت فكرة التحدي من جانب شاب روسي ، يدعى فيليب بوديكين يبلغ من العمر واحد وعشرون عامًا ، والذي ألقي القبض عليه من قبل السلطات الروسية ، موجهين له اتهامًا باقتياد ما يقرب من ستون مراهقًا ومراهقة ، لحتفهم بإجبارهم على الانتحار !في البداية أنكر فيليب بأنه قد تسبب في مقتل أي شخص ، ثم بتضييق الحديث والسؤال معه ، وتقديم العديد من الأدلة له على فعلته ، اعترف فيليب بأن من قاموا بالانتحار ما هم سوى ، مخلفات بيولوجية كان يجب على المجتمع أن يتخلص منها ، وهو فعل ذلك !طبيعة التحدي :
تحدي الحوت الأزرق ، هو عبارة عن مجموعات على شبكات التواصل الاجتماعي ، مثل الفيسبوك والانستجرام ، ولابد أن يكون عمر العضو من 12 إلى 16 عامًا فقط ، وكلهم من المراهقين والأطفال صغار السن ، حتى يسهل التحكم بهم .يبدأ التحدي بالنهوض في الرابعة والنصف فجرًا ، في وقت السكون بحيث أن يكون كل من بالمنزل في مرحلة النوم ، ولا يوجد مستيقظ بالمنزل سوى المشارك باللعبة ، ويكون أول تحدي هو مشاهدة فيلم رعب من اختيار قائد المجموعة ، ويلي ذلك مجموعة أخرى من التحديات منها سماع الموسيقى والأغاني الكئيبة .بحيث يفقد المراهق الرغبة في الحياة تدريجيًا ، وهنا لابد للمراهق أن يعلم بأنه لا يمكنه الانسحاب في منتصف الطريق ، فإذا بدأ التحدي لابد له أن يستكمل ما بدأه للنهاية ، ولن يحميه أي شخص من قبضة المسئولون عن المجموعة ، فهم يعرفون عنوانك وتحركاتك وإذا ما أرادوا أن يصلوا لك ، سوف يستطيعون ذلك في أقرب فرصة .تتوالى التحديات كرسم حوت بالخدوش على المعصم ، ثم قطع جزء من الجسد مثل إصبع القدم الأصغر ، وهكذا حتى يصل التحدي للمرحلة الخمسين ، وهي التي يطلب فيها من المراهق أن ينتحر ! نعم يطلب منه أن يصعد لعقار شاهق ويقفز من أعلاه ، أو أن يتناول شيئًا سامًا ، أو أن يضع نفسه أمام قطار مسرع .ضحايا التحدي :
أشهر ضحيتان لهذا التحدي هما المراهقتان ، يوليا وفيرونيكا واللتان صعدتا إلى عقار شاهق ، وقفزتا معًا من أعلاه ، لتلقيا حتفهما على الفور إثر السقوط من هذا الارتفاع ، وكان آخر ما كتبته يوليا على صفحتها عبر موقع الفيس بوك ، هو النهاية ويجاورها صورة للحوت الأزرق .لم تكن الفتاتان هما الضحيتان الوحيدتان ، فهناك عدد آخر من الضحايا منهم من تم إنقاذهم ، ومنهم من استسلموا للموت ، ومن المؤسف أن أغلب الحوادث لم تكن داخل روسيا فقط ، بل امتد الأمر لعدد من الدول الأخرى .ومن بينها بعض الدول العربية ، وأيضًا في المملكة ، حيث توفيت الطفلة خلود العازمي ، ذات الاثنى عشر بيعًا ، بمحافظة الخفجي ، مما دفع عائلتها إلى توجيه التحذير للعديد من الآباء والأمهات ، موصيًا لهم بالانتباه لتلك الألعاب التي ، تنتهي بالأطفال والمراهقين نهايات مأساوية .