غالبًا ما تنشأ علاقة وطيدة من الصداقة بين كل من المعلم والتلميذ ، ولكن لأي مدى يمكن تقبل علاقة مثل هذه هذا هو الفيصل ، فكل ما زاد عن حده ، لابد أن ينقلب إلى التضاد حتى النهاية ، وهذا هو ما حدث بعلاقة إحدى المعلمات الأمريكيات مع إحدى تلميذاتها ، وتلك هي قصتهما .هيلين جودارد هي معلمة في الثامنة والعشرين من عمرها ، كانت هيلين عازفة ماهرة وموسيقية بارعة ، تعشق الفن والموسيقى ، ويعرفها العديد من الناس في المقاطعة التي كانت تعيش بها ، كانت أحوال هيلين المادية خربة بعض الشيء ، فاضطرت أن تستغل هوايتها ومهارتها بها ، في مهنة التدريس التي بدأت في ممارستها بالفعل ، عقب أن تقدمت لإحدى المدارس من أجل التدريس بها وتم قبولها .بدأت هيلين عملها بشغف وحب شديد ، ليس من أجل المال فقط ، وإنما لإشباع تلك الموهبة الموسيقية التي وُلدت هيلين بها ، وبالطبع هذا العشق لمهنتها أضفى نوعًا آخر من العشق ، بينها وبين طلابها من الفتيات ، فقد كانت هيلين شابة شقراء رقيقة ، والفارق العمري بينها وبين تلميذاتها عشرة أعوام فقط ، مما جعلها معلمة مقربة من العديد منهن .انتبه مدير المدرسة إلى علاقة هيلين ، ببعض الطالبات من المدرسة ، وحذّرها بأن التمادي في مثل تلك العلاقات ، قد يأتي بنتائج سلبية وسيئة ، وأنها لابد لها من الالتزام بوضع حدود بينها وبينهم ، ولكن يبدو أن حدس الرجل قد صدق .عقب تحذير مدير المدرسة لهيلين بعدة أسابيع ، كانت علاقتها بإحدى التلميذات قد توطدت ، وبدأت في مقابلات خارج المدرسة ، لتناول العشاء أو الفطور سويًا ، أو ذهاب الفتاة لهيلين بمنزلها من أجل تعلم العزف ، حيث كانت تلقب هيلين الشقراء بسيدة الجاز ، ومع التمادي في الزيارات بدأت العلاقة بينهما تأخذ منحى جديدًا ، حيث تحولت الصداقة بينهما تدريجيًا إلى علاقة حب مشعلة ، قامتا خلالها بتقاسم الفراش سويًا لمدة خمسة أشهر .كانت التلميذة تكذب بشأنها مبيتها لدى هيلين ، وتدعى أنها برفقة إحدى زميلاتها يستذكران سويًا ، وحدث أن سافرت العشيقتان إلى فرنسا لمدة أسبوع كامل ، وادعت الفتاة بأنها في رحلة مدرسية إلى الريف ، في حين أنهما ذهبتا للمشاركة في التظاهرة السنوية للمثليين ، وقضيتا وقتها معًا طوال هذا الأسبوع ، دون علم والدي الفتاة .ولكن الكذب له نهاية أيضًا ، فقد وقعت الفتالة بذلة لسان إلى إحدى صديقاتها وأفضت لها بعلاقتها بمعلمتها ، وما لبث الخبر أن انتشر كالنار في الهشيم ، وعلم المدير الذي قام بإبلاغ الشرطة حول الأمر وتم القبض على هيلين والتلميذة ، حيث أبلغ والدي الفتاة الشرطة أيضًا بشأن هيلين .لم تنكر هيلين علاقتها بتلميذتها ، وأقرت بها واعترفت بأن ما جمعهما هو الحب في المقام الأول ، وبكت كثيرًا لأنها سوف تحاكم وتفارق عشيقتها وحبيبتها ، بينما اعترفت التلميذة أيضًا بمحبتها لهيلين ، وأقرت بأنها سوف تنتظر خروجها من محبسها على أحر من الجمر ، الأمر الذي دفع البعض إلى التعاطف معهما ورؤيتهم بلا ذنب أو جريمة !تم الحكم على المعلمة هيلين في تلك القضية ، بالحبس لفترة لا تتجاوز خمسة عشر شهرًا ، كما رفضت المحكمة طلبًا تقدم به والدي الفتاة ، وطالبوا فيه بمنع هيلين من الاتصال بابنتهم ، لمدة خمسة أعوام .تلك القضية أدرجت بسببها هيلين على قائمة المتحرشين جنسيًا ، نظرًا لأن الفتاة كانت قاصرًا ، مما دمر مستقبل هيلين كليًا فتم منعها من التدريس بأية مدرسة مرة أخرى ، وعلى الرغم مما حدث أخبرت هيلين والتلميذة الصحفيين ، داخل المحكمة بأنهما سوف تكونان على اتصال فورًا بمجرد خروج هيلين من محبسها .