تعد الطنجية من الأطباق المراكشية المشهورة ببلاد المغرب العربي ، يتم إعداده في الأفران التقليدية في أواني فخارية اشتهر بها عائلات مغربية دون سواها خاصة الذين جاؤوا مع العلويين من تافيلات لمدينة مراكش ، واستمرت العلاقات مع القصر الملكي .ينفرد هذا الطبق العجيب بالنكهة والطعم اللذيذ فخلال شهر رمضان المعظم ، تمتلئ الأفران ويصادف ذلك عودة الأفراد من خارج مدينة مراكش لقضاء الشهر الكريم وسط الأهل بالطبع يتناولون تلك الطبخة التقليدية بالطبع لها أصول وطريقة تحضير ، يقول طباخ القصر الملكي أن الملك الحسين رحمة الله كان يشجع الآكلات الشعبية بكافة أنواعها فكان يقيم ساحة كبيرة في داخل القصر الكبير لأجل شواء اللحوم وعمل طبق الطنجية المغربي .أصل القصة :
وقصة طبق الطنجية تبدأ من منطقة تمصلوحت القريبة من مدينة مراكش نظرًا لترابها الذي صُنعت منه الأواني الفخارية ، حيث صُنعت لأول مرة في هذه المنطقة ، وكانت تُصنع لدي صانعي الفخار المتواجدين بالمنطقة ، أيضًا عُرفت الطنجية بأنها أكلة النزهة فكان الصناع التقليديون يخرجون بها من النزهة ، وكانوا يصنعون الإناء من الفخار ثم يقومون بوضع مكونات الطبق داخله ويأخذونها معهم عند الخروج في نزهة ولذلك الغرض وُجد طبق الطنجية .أيضًا كان صناع الخف في تلك الفترة يعملون داخل ورش متعدة صغيرة ، تكون مثل المصنع الصغيرة وتسمى الغنيدقة ، وكانت تضم من قبل صناع الخف ، كان يخصصون أحد ويسمونه النصاب ، وكان هو الذي يعتني بنصب الطنجية ويأخذها إلى الفرن من أجل الطهي ، ويعود وقت الغداء لكي يأخذها عند تجهيزها ، ثم يقوم مجموعة من الصناع على شكل دائري ويقومون بتفريغ الطبق بصحن كبير من أجل التناول في مجموعة ، خلال كل عطلة أسبوعية يوم الجمعة فيقوم هؤلاء الصناع بإحضار الطنجية ، ويخرجون بها لنزهة في أحضان الطبيعة .أيضًا تعرف الطنجية ببنت الرماد بسبب طهيها على رماد الأخشاب المحترقة ، حيث يغرسها الفران وسط الرماد ، ولذلك فهو يأخذ وقت طويل في طهيها ، يتراوح الوقت المطلوب من ساعة ونصف إلى أربعة ساعات ، أيضًا هذا الطبق من اختصاص الرجال فقط ، فهم الذي يقومون بطهيها وأيضًا يصنعون الفخار الذي توضع بداخله وهو من الأطباق الفريدة جدًا ، بالطبع أصبحت الطنجية اليوم من الآكلات العالمية وليست مقتصرة على مراكش فقط من الممكن أن تجدها في دول أوروبية أو في المطاعم والفنادق السياحية ، ولكن ليس بالنكهة المغربية الأصلية .أما عن شكل الطنجية المستطيل فيرجع ذلك لطريقة طهيها ، لأنها لا يتم وضعها فوق النار مباشرة بل تحتاج لكي تُغمس بالرماد ، بالتالي كلما كان قطرها أصغر لا تحرق النار مكونتها ، في رواية أخرى تقول أن الراعي هو من قام بنقل طبق الطنجية عن الصناع حيث شاهد الصناع وهم يتنزهون في المراعي ومعهم الطنجية فطبق المشهد الذي رآه ، واشتهر الراعي وأصبح يجلب معه قدر الطنجية واللحم والتوابل ، ويغرسها في الكانون بمعنى الفرن التقليدي ومع حلول المساء يكون الطعام جاهز للتناول .