أبدع المهندسون المعماريون في تصميماتهم المختلفة بكافة المنشآت ، ولكن حينما يتعلق الأمر بعالم البحار ؛ فإن الحيطة والحذر يكونان هما أساس التعامل مع الموقف قبل التفكير في الشكل الجمالي ، ولكن فيما يبدو أن التقدم الهندسي قد أتى بقوة ليطيح بالعديد من المخاوف ؛ حيث قامت بنما بتصميم سفينة للسجن ذات مقاييس جمالية متناسقة .صُممت السفينة لتكون سجنًا للذين يتهربون من الضرائب المطلوبة للدولة ، أو الأغنياء الذين أخفوا ثرواتهم كي لا يؤدوا حقوق بلادهم ، وتتسع السفينة لسجن 3300 شخص ، وتبلغ سعة كل زنزانة بالسفينة 9 أمتار ، وقد تم تصميم السجن على سفينة مخصصة للبضائع ؛ وقابعة بالمياه الدولية أمام مدينة بنما .تحتوي السفينة على شراعين ضخمين تم تخصيصها من أجل آلاف الأشخاص ، وأحدهما خاص بالرجال والأخر من أجل النساء ، وقد برع المهندسون المعماريون الفرنسيون في تصميم سفينة بنما ؛ حيث لم يقتصر الأمر على كون السفينة مخصصة للسجن فقط ؛ بل قاموا بصناعة مساحات على سطح السفينة لنشاطات مختلفة ، لقد خصصّ المهندسون مساحة للزراعة على سطح السفينة ؛ كما أنشئوا مكانًا للألعاب الرياضة ؛ وصنعوا مرافق من أجل معالجة مياه البحر ؛ وهناك أيضًا مرافق للصالة الرياضية ؛ كما خصصّوا مساحة للقيام بورش عمل .تم تصميم أشرعة السفينة على ارتفاع يصل إلى 100 متر ، ويمتد طولها ليصل إلى 350 متر ، تحتوي السفينة على مكاتب إدارية ، وبها أماكن مزدوجة تصل إلى 36 متر مخصصة لحراس السجون ، وهناك بعض الممرات الخارجية للوصول إلى أماكن العمل بالسفينة .تبدو السفينة وكأنها سفينة سياحية أكثر من رائعة ذات أشرعة هوائية كبيرة ، وتم تقسيمها بشكل استراتيجي ؛ حيث أن كل الأماكن بداخلها محل استفادة ونفع ، وبذلك تكون سفينة السجن في بنما هي الفريدة من نوعها التي صُممت بهذا الشكل الأنيق من أجل أن تصبح سجنًا .لقد كسر تصميم هذه السفينة القواعد الصارمة في التصميم الهندسي البحري ؛ حيث قد ذهب لأبعد الحدود لأجل أن يُخرج من بين طياته تصميمًا مختلفًا في النوع والشكل والغرض الذي أُقيم من أجله ، لدرجة تجعل من سجن السفينة مكانًا سياحيًا جذابًا ؛ ليصبح السجن بداخلها أشبه برحلة استجمام .