كانت صورة الفتاة ذات العيون الملونة والنظرات المرتبكة لغزًا استمر طوال سبع عشر عامًا ، بعد الحرب الدموية في افغانستان في ثمانيات القرن المنصرم ، تم تشريد الكثير من السكان وشد ملايين منهم الرحال لحدود باكستان للهروب من أهوال الحرب ، دفع هذا الحال العديد من المصورين للذهاب والتصوير منهم مصور ناشيونال جيوغرافيك Steve McCurry حيث ذهب لتصوير معاناة اللاجئين الأفغان .وأثناء تجول المصور في المخيم دخل في مكان خاص بالتدريس وأول ما وقع نظر وقع على عيناي تلك الفتاة ذات الثانية عشرة عامًا واقترب منها واستأذنها لتصوير وسمحت الفتاة له بتصوريها وكانت اللقطة في غاية الجمال مثلت عيناها آلام شعبها تم اختيار الصورة لغلاف للمجلة في العام 1985م وأسرت الصورة قلوب الكثير من المشاهدين في العالم لويلات الحرب .ولك لم يعرف المصور أي شيء عن حياتها المأسوية إلا بعد 17 عام من التقاطه للصورة ، فهي فتاة تدعى شربات غولا ومعنى الاسم في لغة القبيلة التي تنتمي إليها فتاة ماء الورد قدمت الفتاة لباكستنان في العام 1983م وكان ذلك بعد قتل أبوها في مغارة جوية للاتحاد السوفيتي المنحل على قريتهم فاجتازت الجبال مشيًا على الاقدام برفقة جدتها وأخاها لتصل للمخيم وتعيش فيه وحاول المصور عد مرات أن يجد الفتاة مرة أخرى .حتى عام 2002م في رحلة له إلى باكستان عاد من جديد لنفس المخيم ليجده مازال قائمًا وتعرف أحد الرجال على الفتاة بالصورة وقال له أنه كان صديق لأخيها وسوف يذهب ليجدها وبعد ثلاثة أيام رجل الرجل برفقة الفتاة وعائلتها والتي اتخذت من قريتها الأصلية موطن لها ومن خلال عدد من الفحوصات على قرنية العين في مختبرات نيوجيرسي وتم التأكد من أن المرأة هي نفس الفتاة .يحمل وجهها ما عاشته من آلام ومعاناة ومع ذلك ما تزال عيناها تشع بالبريق ، ولكنها لا تعلم عمرها ولكنها تتذكر يوم قدوم المصور إلى المعسكر ، تعيش حياة مجهولة مع زوجها وبناتها الثلاث ولم ترى صورتها الشهيرة طيلة حياتها وقبلت بعد موافقة زوجها أن يأخذ لها صورة عام 2002م وتم نشر صورتها القديمة والجديدة مع القصة كاملة لتوضح معاناتها هي وشعبها داخل المخيم .