قصة التمثال الهندي الحي

منذ #قصص منوعة

هل فكرت ذات مرة أن تقف لمدة ساعة أو اثنتين دون حراك مثل التمثال أو حتى دون ابتسامة ترتسم على وجهك أو أي تعبير أخر سوى الصمت المطبق الذي لا يوحي بشيء ، لا شك أنه أمر غاية في الصعوبة لا يستطيع إتيانه إلا من كان له باع طويل في ممارسة رياضة اليوغا .ولكن في الهند بلد العجائب يحدث أكثر من هذا فالتماثيل هناك ليست صخرية أو حتى معدنية فقط ، بل بشرية أيضًا تتكون من لحم ودم  مثل التمثال الهندي الحي الذي يدعى عبد العزيز والذي يعمل في تلك الوظيفة منذ أكثر من ثلاثين عامًا .ففي منتجع VGP Golden Beach بمدينة تشيناي الهندية يقف عبد العزيز الذي يبلغ من العمر 45 عامًا لمدة 6 ساعات متواصلة دون أن يتحرك من مكانه أو يتفوه بكلمة واحدة أو حتى يبتسم ، حيث يعمل في وظيفة تمثال الهند منذ عام 1985م وخلال كل تلك السنوات كان عبد العزيز يقاوم محاولات الناس المتكررة لإضحاكه أو جعله يبتسم أو حتى يغير من وضعيته الثابتة .وقد بدأت قصة عبد العزيز حينما حصل على وظيفة حارس أمن بالمنتجع ، وخلال تلك الفترة سافر مديره في العمل إلى إنجلترا ، وهناك رأى الحراس الملكين لقصر باكنغهام وهم يقضون معظم وقتهم في الوقوف بثبات ودون حركة مهما حدث ، كان المدير مولعًا بفكرة وجودهم لذا قرر نقل الفكرة وتنفيذها لديه بالمنتجع .وبالفعل بدأ في إخضاع حراس الأمن الهنود لتدريبات صارمة لا يسمح لهم فيها بالتحرك أو الكلام أو حتى الابتسام لمدة أربعة ساعات متواصلة ، استطاع عبد العزيز أن يجتاز هذا الاختبار وهنا كانت البداية لتلك الوظيفة الغريبة ، والتي قبلها عبدالعزيز فقط حتى لا يخسر عمله فلم تكن تستهويه في البداية ولكنه اعتادها بعد ذلك .والغريب في قصة عبدالعزيز هو قدرته على الثبات فترة طويلة ، ومقاومته لمحاولات الناس الملحة في جعله يتحرك أو يبتسم ، فهو ليس الوحيد الذي يعمل في مهنة التمثال الحي  ولكنه قد يكون الوحيد ، الذي لم يتمكن أحد من جعله يرمش أو يتحرك من مكانه لمدة 6 ساعات متتالية .فحتى الحراس العاملين بقصر باكنغهام كانوا يرتاحون من الوقوف كل ساعتين أما هو فلا ، وكي يحافظ على ثباته هذا اعتاد على ممارسة  اليوغا وتناول الطعام الحي والحركة لفترات طويلة خلال أوقات راحته ، ولحمايته من بعض المتطفلين حتى لا يضايقونه يقف العديد من حراس الأمن على مقربه منه لحمايته .وبسبب ثبات التمثال الهندي كل تلك الفترة رصد البعض جائزة مالية قدرها 10000 روبية أي ما يعادل 550 ريال سعودي أو 155 دولار أمريكي لمن يتمكن من تحريكه من مكانه ولو قليلًا إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل فقد كان الهندي عبدالعزيز أشبه بتمثال حي .ومن هنا اشتهر التمثال الهندي الحي عبد العزيز وأصبح واحدًا من أكثر المشاهير في الهند  وسنغافورة والعديد من سكان قارة آسيا ، كما أن هناك العديد من مشاهير بوليود الذين يأتون إلى تشيناي كلفترة لمشاهدة عبد العزيز التمثال الحي والتقاط الصور معه .ويتلقى الخمسيني الهندي عبدالعزيز عن العمل في وظيفة التمثال راتبًا قدره 10000روبية مقابل ست ساعات عمل متتالية ، ولكن لأن قطار العمر لا ينتظر أحد أصبح عبد العزيز على مشارف الاعتزال نظرًا لكبر سنه ، لذا بدأ في تدريب من سيحل محله ليختار واحد فقط من بين خمسة متدربين كي يصبح أفضل تمثال حي بالهند .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك