تشتهر أدنبرة بالكثير من الأماكن الغامضة ، والسراديب والأسرار ، الواقعة تحت سطح الأرض ، وكذلك الكهوف مثل ما حدث في قصتنا الحالية .ذهب مجموعة من الأطفال لمطاردة بضعة أرانب ، في أدنبرة عام 1836م ، وقادهم الطريق إلى كهف مهجور ، في منطقة صخرية ، وبالفحص للمكان تم اكتشاف عدة توابيت صغيرة الحجم ، كانت مصفوفة على ثلاث أرفف ، وعددها سبعة عشر تابوتًا كانت كلها لأطفال ، يتراوح طولهم بين ثلاثة إلى أربعة بوصات .وتنوعت ملابس الأجسام الراقدة داخل التوابيت ، إلى جانب وجود أجساد خشبية منها ، وتم وضع التوابيت على الصفوف ، من الأسفل الأعلى بحيث يكون من بالأسفل ، هو الأكثر قدمًا بينما من في الأعلى ، هو الأكثر حداثة .وكانت الأجساد قد وضعت ، لثمانية بالرف الثالث ، ومثلهم بالثاني في حين شمل الرف الأعلى ، التابوت الوحيد المتبقي ، وكان أكثرهم حداثة ، والتي كانت تبدو بأنها قد وضعت منذ أعوام طويلة في هذا المكان ، وفي أعوام مختلفة ، حيث خضعت التوابيت بالرف الثالث إلى التحلل .بالطبع لم يكن تعامل الصبية ، مع ما وجدوه من توابيت بالأمر الجيد ، فبدؤوا باللعب بالتوابيت ، وانتهاكها بشدة ، ولم ينج منها سوى تابوتًا واحدًا ، حصل عليه الصائغ روبرت فريزر ، ثم وضعه في معرض للتحف والأشياء القديمة الثمينة ، حتى تقاعد عن العمل ، فعرض التبوت في مزاد علني ، لينتقل إلى ملكية أشخاص آخرين .وبالمثل كانت التوابيت الأخرى ، قد قضت الفترة بين أعوام 1845م وحتى 1901م ، بين أيادي أشخاص لم يعرفوا قيمتها قط ، وذلك حتى تم بيعها ، وتجميع ما استطاع الآثار يون منها ، في متحف اسكتلندا الوطني ، وذلك عقب أن تبرعت بها المالكة وهي السيدة كريستينا كوبر ، وبلغ عدد التوابيت التي تم العثور عليها ، ثمانية توابيت فقط .نظريات غير مؤكدة :
نظرًا للحالة التي آلت إليها التوابيت ، لم يستطع العلماء التوصل إلى أية تفسيرات منطقية ، بشأن تلك التوابيت ، إلا أن العديد من النظريات المفسرة ، قد انتشرت بشأنها سواء أكانت منطقية أم لا ، وكان من بينها ، أن تلك التوابيت تمثل طقوسًا للدفن ، لكل شخص مات ودفن بعيدًا عن موطنه الأصلي ، في تصور واضح لاحترام الموتى ،ودفنهم بطريقة لائقة .وقد فسرت تلك النظرية لم اختلفت متانة وجودة التوابيت ، بينما لم تستطع النظرية أن تفسر ، عددها فليس من المعقول أن يكون ، عدد من ماتوا بالغربة 17 شخصًا فقط ، كما أن تلك النظرية لم تفسر ، أسباب كسر أذرع الدمى ، داخل لتوابيت أو عدم وجود أعينها ، فليس من المنطقي ، أن نكرم الميت بدمية مهترئة ، بهذا الشكل وليست تلك ، طريقة لائقة بدفنهم .تخليد ذكرى الضحايا :
لم يكن هذا هو التفسير الوحيد ، حيث انطلق البعض لتفسير تلك التوابيت ، بأنها قد وُضعت تخليدًا لذكرى ضحايا بروك وهير ، الذين اشتهروا بصيد الجثث ، إلا أن الأمر تم رفضه ، لأن ضحايا السفاحين كانت من النساء فقط ، بينما كانت الدمي تشير إلى الذكور .دمى فودو :
بالطبع اتجه البعض لتفسير الدمى ، ووجودها بأنها تنتمي لطقوس سحرة الفودو ، ولكن عدم وجود أية ثقوب ، في الدمى كما يفعل السحرة من ممارسي طقوس الفودو ، قد نفت تلك النظرية من الأساس .جالبة للحظ :
اقترح البحر أن تلك الدمى ، ليست سوى دمى جالبة للحظ كان يتم بيعها ، للبحارة الألمان إلا أن النظرية تم تحطيمها ، عندما وجدت الدمى داخل الكهف .حادث غريب :
بحلول عام 1906م نشرت إدى الصحف المحلية ، رواية عن إحدى السيدات التي رفضت ذكر اسمها ، وروت أن والدها كان يعمل في متجر خاص به ، وأنه أثناء جلوسه في متجره ، أتاه رجلاً وقام بعرض بعض صور التوابيت عليه ، إلا أن والدها نظر إليه واعتقد أن الرجل مجنونًا ، خاصة مع رؤيته لتواريخ غريبة على التوابيت وهي ، 1837م و 1838م و 1840م ، فغادر الرجل المتجر .في عام 1837م توفى أحد أقارب والد السيدة ، ثم لحقه ابن عمها في عام 1838م ، وخلفه عمها في عام 1840م ، وفي ذلك اليوم ظهر الرجل لوالدها مرة أخرى ، وهو ينظر إليه بغضب شديد ، ثم اختفى بعدها ولم يظهر مرة أخرى ، فاعتقد الناس أن التوابيت تلك ، تخص هذا الرجل ويرغب في استعادتها !تم البحث خلف لغز تلك التوابيت ، إلا أن أحدًا لم يستطع التوصل إلى حقيقتها ، خاصة وأن الغموض كان يلفها في أكثر من موضع ، فالأخشاب والمسامير التي صنعت منها التوابيت ، كانت تعود لبدايات القرن الثامن عشر ، بينما كانت الملابس داخلها تعود لأواخر القرن التاسع عشر !