قصة جزيرة الفئران

منذ #قصص منوعة

قد لا تمتلك جزيرة الفئران فئران حقيقية بين ربوعها ، ولكن هذا الاسم له قصة فريدة من نوعها ، فجزيرة الفئران ليست كما يوحي اسمها أنها قد تكون حصنًا لمجموعات كبيرة من القوارض في مدينة نيويورك ، ولكن في الواقع وعلى الرغم من هذا الاسم لم يكن هناك أي دليل على وجود فأر واحد في الجزيرة على الإطلاق .وعلى الرغم من اسمها البغيض ، فإن جزيرة الفئران في الواقع هي الجزيرة الوحيدة المملوكة للقطاع الخاص في مدينة نيويورك اليوم ، وهي تقع قبالة ساحل برونكس في مياه لونج آيلاند ساوند إلى شمال مانهاتن ، وتعتبر هي الجزيرة الخاصة الوحيدة في مدينة نيويورك .وهي ليست بالضبط جنة المصطافين ، فالجزيرة التي تبلغ مساحتها 2.5 فدانًا هي في الحقيقة موقع صخري (حيث تغرق أثناء المد العالي) ، فهي خالية من الشواطئ الرملية أو المباني ، والجيران بالطبع ، والشيئان الوحيدان الموجودان في الواقع بتلك الجزيرة حاليًا هما العلم الأمريكي واثنان من “الملكيات الخاصة” يُزرعان هناك من قبل المالك الحالي .ويذكر التاريخ أن أول مالك مسجل للجزيرة كان رجلًا إنجليزيًا يدعى توماس بيل ، والذي اشتراها من الأمريكيين الأصليين في عام 1654م وظلت الجزيرة تحت الملكية الخاصة من ذلك الوقت ، حتى اشترتها المدينة في أواخر القرن التاسع عشر .وفي ذلك الوقت كانت هناك شائعات بأن الجزيرة تستخدم كموقع لمستشفى لإيواء مرضى الكوليرا ، وإبقائهم معزولين عن بقية سكان المدينة وقد انتشرت هذه الشائعات ، ولكن لم تقم المدينة أبدًا ببناء أي شيء على الجزيرة ، والبقايا المرئية الوحيدة لأي مبنى على الجزيرة هو منزل غير مؤسس دمره إعصار في عام 1938م .وفي عام 1908م تم بيع الجزيرة مرة أخرى إلى ملكية خاصة ، ومرت من مالك إلى مالك ولا يعرف إلا القليل عن ما حدث هناك في القرن العشرين ، ولكن أحد المالكين قال إنه استخدم العقار فقط للقيام بأعمال الإنقاذ وتخزين المعدات .ولقد اشترى مالك الجزيرة الحالي أليكس شيبلي وهو في الأصل من سويسرا تلك الجزيرة الصخرية بمبلغ 176،000 دولار في عام 2011م ، بعد أن طرحها المالك السابق للمزاد ، وشيبلي هو أحد سكان جزيرة المدينة المجاورة ، ويقع منزله الفعلي بجوار جزيرته الخاصة مباشرةً .ويقول شيبلي عنها : “إنها قريبه جدًا حيث يمكنني أن أذهب إليها للسباحة ذهابًا وإيابًا” ، كما ذكر شيبلي أنه ليس لديه أي خطط لبناء أي شيء على ممتلكاته المائية ، ولكنه أضاف تمثالاً لمقاتل الحرية السويسري ويليام تيل في عام 2016م .وعلى الرغم من أنه كان يفكر في تغيير اسمها البغيض ، إلا أن الاسم الأصلي للجزيرة في الواقع كان “جزيرة راتل” ، ولكن في القرن السابع عشر دفع البحارة الهولنديون السكان المحليين للوقوف على البؤرة الاستيطانية الصغيرة مع قطع من القماش ، لتحذير السفن المارة حول الصخور الخطرة التي تقع تحت سطح الماء مباشرة .ومع مرور الوقت فإن النصف الثاني من اسم الجزيرة تحول إلى رأت في وقت ما خلال القرن التاسع عشر ، ولعل قرب هذه الجزيرة من جزيرة هارت أيلاند أسفر عن أسطورة أن السجناء الذين يعملون في جزيرة هارت القريبة سيحاولون الهروب عن طريق السباحة إلى جزيرة الفئران .ثم يصنعون طريقهم إلى البر الرئيسي ، وتعتبر جزيرة الفئران واحدة من 44 جزيرة في أرخبيل نيويورك ، ومن أشهرها لكن العديد من الجزر الأصغر والأقل شهرة كان لها تاريخها الفريد أيضًا ، فجزيرة هارت آيلند الجزيرة المجاورة لها كانت موطناً لإيواء الكثيرين .حيث كان تضم دار لإيواء مجموعات من “يشملون مدمني المخدرات الذين شُفيوا جزئيًا ، والمتشردون والرجال المعوقون والمرضى ، وغيرهم ممن قد يستفيدون من فرصة ممارسة التمارين والعمل الخفيف في الهواء الطلق ، وشملت هذه “العمالة الخفيفة في الهواء الطلق” حفر المقابر .وبدأت جزيرة هارت للمرة الأولى في استخدام حفر حقل بوتر، حيث عثروا على جثث غير معروفة في عام 1869م ، وهي تحتوي الآن على أكثر من مليون جثة ، وتم استخدام جزيرة هارت أيضًا كمعسكر اعتقال للجنود الكونفدراليين الذين تم القبض عليهم .وكان بعضهم من بين أول الأشخاص الذين دفنوا في الجزيرة ، وفي حين أن تاريخ جزيرة رات الصغير قد لا يكون ملونًا ، مثل تاريخ بعض جيرانها من الجزر إلا أنها بالتأكيد جزيرة فريدة من نوعها في شكلها وخلوها من السكان .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك