قصة جزيرة سانتوريني وسياحة الحمير

منذ #قصص منوعة

تتميز جزيرة سانتوريني اليونانية بمناظرها الخلابة ومواقعها الأثرية الرائعة ، حيث يتوافد عليها السياح من كل بقاع العالم ، ولكن كان بتلك الجزيرة تضاريس جبلية وعرة ، ومنذ زمن قديم مهد سكان المدينة تلك الطرق الجبلية ورصفوها بالحصي .ولما كان الصعود إلى القمم الجبلية وطرقها الوعرة مرهق للجميع ، استخدموا الحمير للصعود والهبوط على تلك الطرق ، وذلك للاستمتاع بمناظر الجزيرة الخلابة ، ولكن حدثت مشاكل كثيرة للحمير في وجود السائحين البدناء جنبًا إلى جنب مع عدم وجود الظل والماء ، فضلًا عن الحرارة الشديدة التي كانت تصل أحيانا إلى 56 درجة ، مع تلك الطرقات المرصوفة .وما بدأ كوسيلة لجذب السياح إلى المدينة ، تحول إلى كابوس فظيع بالنسبة للحمير، حيث كان يتوافد الآلاف من السياح إلى جزيرة سانتوريني اليونانية كل يوم للاستمتاع بالمواقع الجميلة ، عن طريق ركوب الحمير صعودًا وهبوطًا للدرجات المرصوفة بالحصى في تلك التضاريس الجبلية .وبسبب الزيادة في عدد السياح البدناء الذين كانوا ينهالون ركوبًا على الحمير ، بالإضافة إلى سوء ظروف العمل بشكل عام للحيوانات ، حدثت مجموعة واسعة من الإصابات للحمير ، بما في ذلك إصابات العمود الفقري والجروح المفتوحة ، لهذا اقترح بعض المسئولين أن يكون هناك تقييد للوزن بالنسبة للسائحين في أمر ركوب الحمير .ولكن كانت المشكلة في الكيفية التي سيتم بها فرض هذا الأمر ، ومن سيكون هناك للتأكد من حدوث ذلك ؟ فمن المستحسن لتلك الحيوانات ألا تحمل أكثر من 20 في المائة من وزن جسمها ، ولأن الحمير أصبحت تتحمل أكثر من طاقتها ، فقد اضطر السكان المحليون إلى تشجيع تزاوج الحمير مع البغال ، لأن الحمير العادية ليست قوية بما يكفي لتحمل وزن جميع السياح القادمين للجزيرة .فخلال موسم السياحة بين شهر مايو وأكتوبر ، حيث كانت السفن السياحية تقوم بتسليم أكثر من 1000 سائح يوميًا إلى الجزيرة ، ولقد حاولت كريستينا كالودي وهي من سكان سانتوريني منذ عقد من الزمن مساعدة الحمير ، حيث بدأت مع جمعية رعاية الحيوان في سانتوريني في محاولة لحل مشكلة الحمير .حيث كانت تقول أنه على الرغم من أنها شهدت زيادة عدد السياح البدينين على مدى السنوات العشر الماضية ، إلا أن الحمير لديها العديد من المشاكل الأخرى التي تدعو للقلق بالإضافة إلى الطرق الوعرة ، فقد أصبح موسم العطلات في الجزر الآن أطول مما كان عليه في السابق ، مما يعني أن الحمير صارت تعمل على مدار العام ، وإذا كانوا لا ينقلون السياح إلى أعلى ، فإنهم يقومون بنقل مواد البناء أو نقل الأكياس الثقيلة من القمامة .كما أن الحمير تُجبر في كثير من الأحيان على القيام برحلات من أربع إلى خمس رحلات يوميًا ، ويمكن أن ترتفع درجات الحرارة إلى 56 درجة فهرنهايت ، وبعض الحمير لا تمنح الراحة ولا الحماية من الشمس ولا الماء ، وفي حين أن بعض الملاك كانوا يعاملون حيواناتهم بشكل جيد ، إلا أن العديد منهم كانوا يضطرون للتعامل مع تلك الظروف الصعبة .وعادة ما كان يتم التخلص من الحمير ودفنها في الأرض عندما تمرض ، وتنتهي حياتها العملية ، فقد كانوا يستخدمونهم للعمل في ظروف رهيبة دون ماء أو مأوى أو راحة كافية ، ولهذا كانوا يهلكَون ، فاقترح المسئولون أن تعمل الخيول بدلًا من الحمير ولكن للأسف لم يتم ذلك ، ونتيجة لذلك مازالـت الحمير تعاني حتى الآن .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك