قصة أسطورة كوا فو مع الشمس

منذ #قصص منوعة

هناك العديد من الأساطير التي سيطرت على العالم ، وربما وصل معظمها إلى حد الخرافات أو الخيال الذي انطلق إلى أبعد الحدود ، وكان الشعب الصيني قد أبدع في إخراج العديد من تلك الأساطير ، والتي كان يلجأ من خلالها في معظم الأحيان إلى إثبات إرادة الشعب الصيني وشجاعته وتغلبه على الصعاب ، ومن أشهر تلك الأساطير التي تدور حول هذا الأمر أسطورة “كوا فو”.قصة الأسطورة :
تحكي الأسطورة عن شخص يُدعى “كوا فو” ، وهو رجل صيني كان يعيش في قبيلة أخذت نفس اسمه ، حيث أنه كان زعيمهم ، وقد كانوا يعيشون في أعمق الغابات الموجودة في أحد الجبال الشامخة بالبراري الشمالية ، وكان أهل تلك القبيلة يتميزون بطيبة قلبهم وشجاعتهم واجتهادهم في الحياة .وفي أحد الأعوام كان الطقس حارًا للغاية ، لدرجة أن الشمس كانت ترسل أشعتها بشكل مباشر وقريب من الأرض ، وهو ما أدى إلى كارثة ، حيث أن الأشجار قد احترقت ، كما أن الأنهار جفت من المياه ، وحدثت المصيبة الكبرى بموت معظم أفراد قبيلة كوا فو نتيجة لتلك الحرارة الشديدة ، وهو ما تسبب في حالة حزن شديدة في قلب الزعيم كوا فو ، والذي كان لازال على قيد الحياة (هناك بعض الأقوال تخبر بأن كوا فو هو الوحيد الذي بقي على قيد الحياة) .وتحول حزن كوا فو إلى حالة من الغضب الشديد من الشمس ، وهو ما جعله يقرر ملاحقتها وإخضاعها كي تكون تحت أمر الإنسان ، وبالفعل قام كوا فو بالتوجه ناحية مشرق الشمس بعد أن ودعّ من تبقى من أهل قبيلته ، وكانت الشمس في ذلك الوقت تتحرك بسرعة شديدة ، ولكن كوا فو أصرّ على متابعتها مهما كانت المشاق والصعوبات .مرّ كوا فو في طريقه بالعديد من الجبال ، وتمكن من تجاوز الأنهار ، وحينما شعر بالتعب نفض التراب الموجود داخل حذائه على الأرض ، مما تسبب في تكوين تل ترابي ضخم في موضع التراب الذي خرج من حذائه ، ثم قام بالتقاط ثلاثة أحجار حتى يصنع موقدًا ليطبخ عليه طعامه ، فأصبحت تلك الأحجار ثلاثة جبال ضخمة .واصل كوا فو رحلته الصعبة كي يلحق بالشمس ، حتى بدأ يشعر بالثقة حينما اقترب منها ، وبالفعل تمكن أخيرًا من الوصول إلى هدفه الذي سعى إليه ، حيث أمسك الشمس بيديه واحتضنها (وهناك بعض الأقوال التي تقول أنه قام بمبارزتها حتى هزمها

، ولكنه شعر بالعطش الشديد ، حيث أن حرارة الشمس كانت شديدة عليه ، كما أنه شعر بالتعب والألم .جرى كوا فو باتجاه النهر الأصفر ثم شرب كل ما به من مياه ، ثم هرول باتجاه نهر وي خه الذي شرب مياهه هو الآخر ، غير أنه ظل يشعر بالعطش الشديد ، وهو ما جعله يتجه ناحية البحيرات الواسعة الموجودة في اتجاه الشمال ، ولكن نهايته كانت قد اقتربت ، فشعر بالألم والقلق على أهل قبيلته ، وهو الأمر الذي جعله يقوم بإلقاء عصاه الخشبية ، والتي أنبتت في مكان سقوطها أشجارًا من الخوخ .مات كوا فو ولكن أشجار الخوخ قد بقيت لتظلل على المسافرين وتخفف عطشهم طوال العام ، حتى ظلت روح كوا فو تعيش داخل المجتمع الصيني حتى الوقت الحالي ، لتصبح أسطورته واحدة من أشهر الأساطير التي ذُكرت في الأشعار والأعمال الأدبية ، على الرغم مما تحتويه من خرافات كبيرة لا يمكن تصديقها ، إلا أنها مثلّت قوة الإرادة لدى الشعب الصيني .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك