لقد تم نحت معبد Kailasa على مدى عشرات السنين ، وتحت حكم العديد من الحكام ومن قطعة واحدة من الحجر ، ويعتبر معبد كايلاسا في إيلورا بولاية ماهاراشترا بالهند أكبر قطعة فنية متجانسة في العالم ، حيث نحت الحرفيون الرئيسيون الهيكل العملاق من قطعة واحدة من الصخور الصلبة في الكهف على سفح الجبل .واستغرق البناء بأكمله أكثر من عقدين لنحته ، وهناك الكثير من الحقائق المحيرة للعقل عن هذه الأعجوبة القديمة ، وقد أنشأ الهندوس هذا المعبد لتكريم الإله شيفا ، وكانوا يعتزمون تشييد منزله على جبل كايلاش في جبال الهيمالايا .سبب البناء :
وتقول الأسطورة إن الملك الهندوسي أمر ببناء المعبد ، بعد أن صلى شيفا لإنقاذ زوجته من المرض ، وقد بدأ المهندسون المعماريون في النحت من أعلى الجبل نزولًا إلى الأسفل لنحت الهيكل ، حيث تمت إزالة الكثير من الصخور وقتها ، فقد تم إزالة أكثر من 200 ألف طن من الصخور البركانية ما بين 757 و783م .ووفقا لعلماء الآثار فإن معبد كايلاسا هو واحد من 34 كهفًا في المنطقة المنحوتة من الصخور الصلبة ، حيث تعود كهوف أخرى مماثلة إلى ما قبل عام 300 قبل الميلاد ، وعند اكتشافه حديثًا استغرق الأمر حوالي 200 يوم ، مع العمل على مدار 24 ساعة في اليوم للتنقيب في الموقع بأكمله باستخدام التكنولوجيا المعاصرة ، وهم أخذين في الاعتبار المنحوتة المتقنة في جميع أنحاء الهيكل المتجانس .شكل المعبد :
المعبد على شكل حرف (U) وعمقه حوالي 150 قدم ، ويتكون معبد Kailasa من ثلاثة طوابق ، حيث تصور المنحوتات الحجرية الكبيرة على طول الجدران الخارجية العديد من الآلهة الهندوسية ، ويظهر اثنان من أعمدة الراية الداخلية قصصًا من ملاحم شيفا ، وهناك أيضًا منحوتات هائلة تكريمًا لإله الهندوس فيشنو .وكل بوصة من الهيكل الداخلي تحتوي على منحوتات معقدة ، فنحو الأعلى ترى منحوتات الأفيال التي تتجه في طريقها إلى الأسفل ، وفي الجزء السفلي من المبنى الرئيسي يبدو وكأن جيشًا من الفيلة الحجرية الضخمة يغلق المعبد بأكمله ، وتحيط الأفيال بعمود يبلغ طوله 100 قدم ، وهو بمثابة الصرح الرئيسي في مجمع المعبد .محاولة تدمير المعبد :
يعتبر معبد Kailasa هو الأروع بين المنحوتات اليدوية المبدعة للناظرين ، بل أكثر من معبد البارثينون في أثينا ، ولقد جاءت الحضارات في الهند وذهبت دون أن يلاحظ أحد هذا الفن الرائع حتى عام 1682م ، إلى أن أمر المغول الملك أورنجزيب بتدمير بعض المعابد ، ومنها هذا المعبد حتى يتمكنوا من محو كل آثاره .وبالرغم من ثلاث سنوات من التدمير ومحاولات 1000 رجل ، فقد تحمل معبد Kailasa كل هذا ببساطة ، فقد كان من الصعب للغاية هدم الصخور العملاقة المنحوتة ، على الرغم من أن الحرفيين الذين بنوه ونحتوه استخدموا المطارق والأزاميل واللقطات لبنائه .وهذا الهيكل الموجود حاليًا هو في الغالب كان صخرة بركانية سوداء ، ولكن أثناء بناؤه أمر المهندسون المعماريون النحاتون أن يغطوه بالجبس الأبيض ، لإعطائه شكل الثلج وهذا جعل المعبد يظهر كما لو كان في جبال الهيمالايا ، ولا يزال يمكن للزوار رؤية بعضًا من الجبس الأبيض اليوم .ومما لا شك فيه أن تلك الأعمال الفنية المذهلة تخفي بعض الأسرار ، حيث يقدر علماء الآثار أن هناك أكثر من 30 مليون من المنحوتات السنسكريتية ، التي لم تترجم بعد وإذا استطاع الخبراء العثور على طريقة ، لفك الرموز الخفية للغة المنقوشه عليها ، سيجعل هذا من معبد كايلاسا أحد أهم القطع الأثرية التاريخية على وجه الأرض .نظريات حول تاريخ المعبد :
ويجادل بعض الناس في أن معبد كايلاسا أقدم بكثير ، لأنه لا توجد وثائق تاريخيه تمكن البشر من التأكد من تلك الفترة الزمنية ، التي بدأ فيها حفر هذه البنية الضخمة ، فالكهوف المحيطة بها منحوتات أقدم بكثير من معبد كايلاسا .ويؤكد بعض الباحثين الغربيين أن سكان هذا الجزء من الهند ، كانت لديهم مساعدة من خارج الأرض ولكن لا يوجد دليل يدعم هذه الفكرة الرائعة ، وتؤكد كل الأبحاث بأن المعبد هو نصب تذكاري للرب شيفا ، وهناك خمسة مزارات داخل كايلاسا تشيد بأعظم الآلهة الهندوسيين ، وبغض النظر عن المدة التي استغرقها بناؤه ، أو كم هو قديم فيعتبر معبد Kailasa أعجوبة للناظرين بالفعل .