أن يخلد اسمك بالتاريخ ، فلا ريب انك قد فعلت أمرًا ما ، قد ترك أثرًا حيًا ، لأعوام طويلة ولا يمكن أن يمحى من الذاكرة ، فإن كان خيرًا صرت عالمًا ، وإن كان شرًا أطلق عليك لقب السفاح ، بكل جدارة ، ولكن هل يمكن لعالم أن يقتل الملايين ، ويتم تكريمه ؟ هناك بعض الأسماء التي لمعت ، في سماء العلم والعلماء ، باختراعات واكتشافات مميزة ، تمكن أصحابها من تخليد أسمائهم من خلالها ، على مدار سنوات طويلة ، وتلك قصصًا للبعض منهم .باول ماوزر:
باول وفيلهم ماوزر ، أحد مهندسي تصميم الأسلحة في ألمانيا ، وكان الشقيقان قد أنتجا عددًا من الأسلحة ، لصالح الجيش الألماني ، إبان فترتي الحرب العالميتين الأولى والثانية ، وكانت أهمها البندقية الألمانية M98GEWHER ، والثانية بندقية KAR98K ، وكانت الأولى قد تم تصنيع أكثر من تسعة ملايين ، طلقة لها في الحرب العالمية الأولى ، وصنعت من الثانية ثلاثة عشر ألف بندقية ، إبان فترة الحرب العالمية الثانية ، هذا بخلاف البنادق والذخيرة والمدافع الرشاشة ، التي تم تصنيعها خصيصًا لصالح الجيش الألماني .تلك الأسلحة التي صنعها الشقيقان ، وكانت بمثابة طوق النجاة للجيش الألماني ، كانت هي نفسها أدوات قتل ، أزهقت أكثر من ثلاثين مليون إنسانًا ، وعلى الرغم من ذلك تمت معاملة الشقيقان في مقابل جرائمهما ، باحترام شديد ونالا الكثير من المال ، بل وقاما بالمزيد من التصنيع للأسلحة التي يمكن ، المتاجرة بها في دول العالم الثالث بسعر زهيد .إجناسي لوكاسفيز :
هو عالم بولندي ، تسبب في إزهاق أرواح أكثر من خمسين مليون شخص ، حيث كان إجناسي ، هو أول من اكتشف الكيفية التي يمكن من خلالها ، فصل مكونات النفط عن بعضها ، والاستفادة منها كل على حدة ، فكان الغاز يستخدم في محطات ، تحلية مياه البحار ، بينما استخدم الكيروسين والبنزين في التدفئة ، وظلت تلك الاستخدامات تتوالى ، حتى كان الاستخدام الأخطر لاكتشاف إجناسي .تم استخدام البنزين ، في تصنيع القنبلة النارية ، إبان فترة الحرب الأهلية الأميركية ، تلاها بعد ذلك ببضعة أعوام ، قيام كل من فرنسا وألمانيا وروسيا وبريطانيا ، بتصنيع سفن ودبابات حربية ، وما لبثت آنذاك أن اندلعت الحرب العالمية الأولى ، لتزدهر تلك الصناعات ، بسبب النفط ومشتقاته ، تلك المشتقات التي كانت سببًا ، في تصنيع المزيد من الأسلحة الفتاكة ، ولعل جميعنا نتذكر معركة ستالينجراد ، التي أزهقت فيها أرواح الآلاف .حتى أن هتلر بعدها قد قرر ، أن يصنع جيشًا ، لا يستخدم سوى تلك الوسائل ، وأطلق عليه اسم جيش فرق البانزر ، والذي كان تعداده يبلغ أربعين ألفًا من الدبابات ، وأكثر من ثمانية وأربعين عربة تعمل بالجنازير وذلك بهدف غزو بريطانيا .هذا الجيش الذي لم يكن ليعمل ، أو يتكون لولا وجود النفط ، الذي وفرته روسيا فكانت مطمعًا للدول المجاورة والأعداء ، واقتحمت ألمانيا روسيا للاستيلاء على هذا السلاح الخطر ، إلا أن معركة ستالينجراد كانت هي الهزيمة الكبرى لألمانيا .وتم التعامل منذ ذلك الحين ، مع إجناسي بوصفه عالمًا ، نظرًا لاستفادة البشرية من النفط ، وكيفية فصله كما عمل إجناسي ، ولكن دون النظر إلى ضحايا هذا الكشف الرهيب ، الذي تحول إلى أسلحة مدمرة ، أزهقت أرواح الملايين .