هل يمكن أن تحتوي المقبرة على بقايا الإسكندر الأكبر ، وهل ستحدث لعنة مميتة وسيعم الظلام على العالم كان هذا هو السؤال الذي وقف العالم كله قبل أكثر من أسبوع وهو ينتظر الإجابة عليه ؟لقد بدأت القصة منذ أكثر من شهر تقريبًا ، عندما كان أحد سكان الإسكندرية يحفر بالأعماق ليبني بيته ، ولكن أثناء ذلك عثر عمال البناء على مقبرة كبيرة ، فقام صاحب المنزل بإبلاغ السلطات المختصة ، ومن هنا بدأ رجال الآثار في تنقيبهم عن التابوت الضخم جدًا .ودارت الإشاعات في كل وسائل الإعلام بالعالم ، واعتقد الكثيرون أن هذا التابوت يعود للإسكندر الأكبر الذي بنى الإسكندرية وسميت باسمه ، وظنوا بأن مقبرته إذا فتحت سيعم الظلام على العالم ، ومن هنا بدأ اهتمام العالم كله ينصب على هذا الاكتشاف المهم .في البداية تم رفع غطاء القبر بواقع 5 سم (2 بوصة تقريبًا) ، ولقد أثار الحجم الضخم لذلك التابوت المصنوع من الجرانيت الأسود ، والذي يزيد عرضه عن ستة أقدام وطوله تسعة أقدام تقريبًا ، وكانت التكهنات تشير بأن المقبرة تضم شخصًا ذا أهمية كبيرة ، وربما هو الإسكندر الأكبر .لكن عندما فتح الخبراء التابوت يوم الخميس 19/7/2018 ، وجدوا بدلًا من ذلك ثلاث مومياوات متحللة في سائل أحمر غامق ، ولم تكن هذه حالة وباء فتلك الألوان الدموية ذات اللون الأحمر ، كانت المياه التي تسربت إلى الداخل وتفاعلت مع المومياوات الراقدة .ويظن علماء الآثار أن هذه المومياوات في الأصل ، كانوا جنودًا ولا يمتون للأسرة الحاكمة بشيء ، وذلك لأنهم وجدوا بأحد الجماجم أثر لإطلاق سهم عليها ، كما أن هناك مؤشر آخر وهو عدم وجود زخارف في التابوت ، كتلك التوابيت التي تخص الحكام والملوك .وقد قال مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار : “وجدنا عظام ثلاثة أشخاص فيما يبدو وكأنه دفن عائلي ، ولسوء الحظ لم تكن المومياوات في الداخل في أحسن الظروف ، فقد تحللت وتبقت العظام فقط”.ويشير عدم وجود أقنعة الموت وغيرها من الأوسمة في هذا التابوت الجرانيتي الضخم ، إلى أن هذه المومياوات لم تكن من الطبقة العليا للعائلة المالكة أو الكهنة ، ولكن أحد الأشياء التي استوقفت الفاحصين هو تمثال من الألباستر وجد بالقرب من القبر ، والذي يبدو أنه يشير إلى دفن شخص ذو مكانة مهمة هناك .ويرجع بعض الخبراء إلى أن موقع الدفن بالإسكندرية ، يعود إلى العصر البطلمي منذ حوالي 323-30 قبل الميلاد ، والذي بدأ بموت الإسكندر الأكبر وانضمام بطليموس الأول وانتهى بكيلوباترا ، وتوقع البعض أن التابوت قد يحتوي على جثمان الإسكندر الأكبر ، لأنه كان يفترض أنه مدفون في الإسكندرية ، المدينة التي أسسها وسميت باسمه ، فحتى الآن مازالت مقبرة الإسكندر الأكبر مجهولة .وفي الفترة التي سبقت افتتاح المقبرة ، كان مستخدموا تويتر يمزحون ويقولون : إذا كنا تعلمنا أي شيء من كل أفلام المومياوات خلال الـ 100 سنة الماضية ، فإنه لا يجب فتح هذا التابوت حتى لا يعم الظلام على العالم ، وقد اكتسبت هذه التكهنات الاهتمام ، حتى أن كلمة “لعنة” ظهرت عندما تحدث الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر إلى الصحفيين في الموقع الأثري .وقال : لقد فتحناها والحمد لله لم يسقط العالم في الظلام ، لقد كنت أول من وضع رأسي كله داخل التابوت ، وها أنا أقف أمامك بخير ، وبالرغم من ذلك فقد تم الآن تطهير الموقع من الناس ، وسط مخاوف من أن يطلق التابوت الحجري أدخنة سامة قاتلة .هل قبور المومياوات خطرة ؟
لا أحد يستطيع الجزم في ذلك ولكن هنام بعض القصص التي وقعت ، والتي قد تكون من قبيل الصدفة أو ربما اللعنة ، ومنها قصة اللورد كارنارفون ممول من التنقيب عن موقع دفن توت عنخ آمون ، فقد توفي من لدغة البعوض المصابة بعد وقت قصير من فتحه المقبرة في عام 1923م .ومنذ ذلك الحين شاعت الشائعات بأن العفن أو البكتيريا ، نمت في المنطقة المغلقة وتسببت في مصيره أو ساهمت فيه ، لكن أف ديولفي ميلر أستاذ علم الأوبئة بجامعة هاواي ، أخبر ناشيونال جيوغرافيك أنه لا يوجد خطر حقيقي .أما عن القبر المكتشف في الإسكندرية فيبلغ ارتفاع هذا الهيكل حوالي مترين (6.5 قدم) ، ويبلغ وزنه 27 طنًا (59500 رطل) ، ويعتقد أنه يعود إلى الفترة البطلمية المبكرة ، التي بدأت عام 323 قبل الميلاد بعد وفاة الإسكندر الأكبر ، وعلماء الآثار الآن يدرسون التابوت في العمق لتحديد متى عاش سكانه ، وكيف ماتوا ؟