دائمًا تقع الكوارث لكن عمليات الإنقاذ هي التي تظل محفورة في الأذهان ، وهناك كثير من قصص الإنقاذ العجيبة التي حدثت عبر العالم ، ومنها نجاه 33عاملًا من عمق 700متر حيث حوصروا هناك لمده شهرين ، لقد كان هذا نوعًا من الخيال حيث ظهر لنا رئيس فريق فورمانز لويس أورزجا ، بعد أن استقبله رئيس شيلي سيباستيان بينيرا .وقد كان أورزجا هو آخر عامل من ضمن 33 عاملاً نجحوا في النجاة ، عن طريق الرفع إلى السطح بعد أن حوصروا في عمق 700 متر تحت الأرض ، لمدة شهرين في منجم سان خوسيه للنحاس والذهب في 13 أكتوبر 2010م في كوبيابو بشيلي .وهناك حالة إنقاذ أخرى استغرق الأمر فيها 18 يومًا ، وانتهت مع جهود عشرات الغواصين وموظفي الإنقاذ ، وتم فيها إنقاذ 12 صبيًا ومدربهم في كرة القدم من مجمع الكهوف ، حيث حوصروا بسبب الفيضانات خلال موسم الرياح الموسمية في تايلاند .وتأخذنا تلك الحوادث إلى دراما الإنقاذ ، وأشهرها الحادثة الأولى التي قام فيها مجموعة من عمال المنجم بقضاء 68 يومًا تحت الأرض ، لقد كانت محنه مع جمهور دولي غير مسبوق ، نضال 33 من عمال المناجم الشيلية من أجل البقاء على قيد الحياة وبعد أكثر من شهرين تحت الأرض بعد عملهم بمنجم النحاس الذي كانوا يعملون فيه في كوبيابو ، يتهاوى فجأة وهذا في تشيلي في أغسطس 2010م .وعندما حاولوا إنقاذ أنفسهم حوصروا بالمنجم المنكوب ، كان الرجال عالقين وراء 770 ألف طن من الصخر بينما كانت عائلاتهم تنتظر بخوفٍ شديدٍ ، وكان كثير منهم في معسكرات خيام على السطح بالقرب من المنجم المنكوب من أجل أن يسمعوا كلمة نجوا ، وبينما كان عمال المناجم يتجمعون في غرفة أطلقوا عليها اسم “الملجأ” .تمكنوا من التواصل مع العالم الخارجي من خلال حفرة حفرتها أطقم الإنقاذ ، واتصل الرجال المحاصرين بإيجاز مع عائلاتهم من خلال تلك الحفرة ، وبعد عملية حفر طويلة بدأت عملية الإنقاذ نفسها ، وتم سحب جميع الرجال الثلاثة والثلاثين إلى بر الأمان ، وبعد سنوات ما زال هؤلاء العمال عمال الإنقاذ يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة .وللطفلة جيسيكا قصة إنقاذ أخرى شهيرة ، حيث عمل رجال الإنقاذ لمدة 58 ساعة لتحرير ” الطفلة جيسيكا” من ثقب يبلغ عمقه 8 بوصات وطوله 22 قدمًا ، سقطت فيه في ميدلاند بولاية تكساس ، ففي أكتوبر 1987م أصبحت جيسيكا ماكلور ، البالغة من العمر 18 شهرًا اسمًا مشهورًا ، عندما وقعت في بئر مياه مهجورة في منزل عمتها في ميدلاند بولاية تكساس .وكانت عالقة على ارتفاع 22 قدمًا تحت السطح في بئر نحيل ، وظلت محصورة في البئر لمدة يومين ونصف ، حيث ناضل عمال الإنقاذ لتحديد أفضل طريقة لاستخراجها ، كما تطرق الإعلام لعملية الإنقاذ بشكل كبير ، وقام عمال الإنقاذ بدراسة عدد من الخطط والتخلي عنها قبل أن يقرروا حفر عمود بئر آخر بجوار البئر .حيث ثم إنشاء نفق بين الحافتين وتم تصوير عمليه الإنقاذ على شاشة التلفزيون مباشرة ، مما خلق اتهامات بأن هذا سيرك إعلامي ، وبيبي جيسيكا كما هي معروفة الآن ، عانت فقط من إصابات طفيفة ، فيما عدا فقدان إصبع القدم إلى الغرغرينا ، ولكن تم إنقاذها واليوم هي أم في تكساس ، وتم إنشاء صندوق ائتماني لها .ونتطرق هنا إلى عملية إنقاذ أخرى وهي السفينة الإيطالية دوريا SS Andrea Doria ، التي اصطدمت بالمتفجرة السويدية MS ستوكهولم قبالة ساحل جزيرة نانتيكت بماساشوستس في 26 يوليو 1956م ، حيث نجح رجال الإنقاذ في تجنب كارثة على غرار تيتانيك ،عندما اصطدمت أندريا دوريا بالمتفجرة السويدية في عام 1536م .كان يمكن أن تقع كارثة تيتانيك أخرى بعد أن اصطدمت السفينة الإيطالية بمتفجرة MS Stockholm بسبب خطأ في المشغل ، خلال فترة ظهيرة ضبابية في المياه قبالة جزيرة نانتوكيت ، ولم يكن بالإمكان تفادي التصادم شبه المباشر من قبل أفراد الطاقم المذكورين .وعلى متن السفينة أندريا دوريا ، شعر الركاب بهزة ضخمة جنبًا إلى جنب مع صوت تشابك المعادن ، وفي إحدى الصالات كانت أوركسترا السفينة تلعب دورًا موسيقيًا ، عندما تم قذفها من المسرح من خلال قوة التحطم ، وعندما بدأت أندريا دوريا بالغرق أدرك الركاب أن قوارب النجاة قد دمرت بالكامل بسبب موقع التصادم .وبينما كافح عمال الطاقم لمعرفة كيفية تحميل قوارب النجاة المتبقية ، سارعت سفن أخرى في المنطقة المجاورة للمساعدة في إنقاذ الركاب والطاقم ، فمما زاد من تفاقم كارثة تيتانيك هو رد الفعل البطيء وعدم وجود مساعدة من السفن الأخرى ، ولكن هذا الغرق انتهى به المطاف إلى انتصار ونجاة بسبب العمل الجماعي والمهارة التنظيمية .حيث تعاونت خمس سفن أخرى على الأقل ، لإنقاذ 663 من أفراد الطاقم والركاب قبل أن تغرق أندريا دوريا ، ثم بعد عملية الإنقاذ تلك غرقت ومات واحد وخمسين شخصًا نتيجة الاصطدام ، ولكن تعتبر عملية الإنقاذ تلك على نطاق واسع ، واحدة من أنجح عمليات الإنقاذ في كل العصور .