قصة التمساح المتوحش جوستاف

منذ #قصص منوعة

ربما كانت العلاقة بين التماسيح والبشر مضطربة بعض الشيء منذ قديم الأزل ، حيث كانت تقوم بعض هذه الكائنات باصطياد الإنسان وخاصةً في العصور السحيقة ، ولكن لم يذكر التاريخ وحشية هذه الكائنات بالقدر الذي بدا عليه أحدهم عقب الحرب العالمية الثانية ، إنه التمساح المعروف باسم جوستاف ، والذي ظهر بقوة في بروندي بعد انتهاء الحرب الأهلية هناك .وحشية جوستاف مع فريق من الباحثين :
ذهب فريق من الباحثين في بعثة إلى بروندي في أعقاب الحرب الأهلية التي نشبت هناك ، وذلك من أجل البحث عن آثر مقبرة جماعية تكون قد خلفّتها تلك الحرب ، وكان من ضمن هذا الفريق باحثة أنثروبولوجيا ، والتي دفعت حياتها ثمنًا لهذا البحث ، حيث ظهر فجأة أثناء سير الفريق أحد المخلوقات المائية ، فوقعت الكارثة حينما تمكن ذلك الحيوان والذي لم يكن سوى جوستاف من اصطياد تلك الباحثة .قام التمساح جوستاف بسحب الباحثة إلى مكان داخل الماء يصعب الوصول إليه ، ثم قام بالتهامها دون أن يستطيع أحد من أفراد الفريق أن يفعل أي شيء ، لم يبق من الباحثة فيما بعد إلا هيكلها العظمي فقط ، ولم يتمكن الفريق من وصف ذلك التمساح الذي لم يظهر سوى في لحظة خاطفة ومفزعة.جوستاف يلتهم أكثر من ثلاثمائة شخص :
لم يكن هذا الحدث المؤلم غريبًا على سكان بروندي ، حيث أنهم أقروا بتعرضهم إلى مثل هذه الحادثة ، حيث أنهم قد فقدوا ما يقرب من ثلاثمائة شخص من النساء والأطفال والرجال ، وهو ما جعلهم يمضون بكل حرص بعيدًا عن أي مكان يكون مصدر شك لوجود ذلك التمساح المتوحش ، ومع ذلك كان يتمكن من اصطياد بعضهم ، حيث أن ضخامة جوستاف جعلت منه شيئًا مرعبًا للغاية ، حيث بلغ طوله نحو سبعة أمتار ، كما اقترب وزنه من الطن .الإعلام يترصد جوستاف :
بعد وقوع حادثة الباحثة في بورندي ، كان من الطبيعي تسليط الضوء على ذلك الكائن المخيف ، حيث قامت الصحف بإرسال مراسليها إلى المكان الذي يوجد به جوستاف ، ومن بين الفرق التي تم إرسالها لتغطية الحدث فريق أمريكي كان يتكون من أربعة أشخاص من الصحفيين والمصورين من أجل البحث عن جوستاف وتصويره .حاول الناس الإيقاع بالتمساح الشرير من أجل الانتقام منه ، فأخذوا في مطاردته ومحاولة التخلص منه بكل الطرق من خلال إطلاق النيران ونصب الشراك ، إلا أن قوة التمساح جعلته يفلت من أيدي هؤلاء الذين حاولوا قتله ، وكان هناك من بين هؤلاء الذين يبحثون عن جوستاف لقتله صحفي فرنسي يُدعى “باتريس فاي” ، وقد ذُكر أن هذا الصحفي هو أول من أطلق على هذا التمساح اسم “جوستاف”.فشلت كل المحاولات التي سعى إليها الناس للتخلص من جوستاف ، الذي بقي صامدًا أمام تلك الهجمات ، حتى بدأت سلسلة من النظريات الخاصة بأمر هذا التمساح في الظهور على الساحة ، حيث أوضح بعض العلماء أن ما يفعله هذا التمساح من اصطياد البشر نتيجة لكبر سنه وعدم قدرته على اصطياد الحيوانات التي تهرب منه بخفة ورشاقة .وظهرت نظرية أخرى سحقت الأولى ، حيث رأى أصحاب النظرية الثانية أن أصحاب النظرية الأولى قد أخطئوا ، لأنه يوجد تماسيح أخرى كبيرة في السن ولكنها لا تلجأ إلى أكل البشر ، وقد أرجعوا السبب وراء ما يفعله إلى تعوده على هذا الأمر منذ الحرب العالمية الثانية ، حيث الكثير من القتلى الذين كانوا بمثابة وجبة دسمة وسهلة للتمساح .اختفاء جوستاف :
من المستحيل أن تبقى الأمور على ما هي عليه ، فكل شيء يتغير ، حتى التمساح جوستاف الذي لم يستطع أحد قتله قد اختفى عن الوجود ، حيث هناك من يرى أنه مات بشكل طبيعي نتيجة لكبر سنه ، حيث من المعروف عن التماسيح أن أعمارها تقترب من أعمار البشر ، وهناك من يرى أن التمساح جوستاف لم يستطع مقاومة الطبيعة البشرية ، وهو ما جعله يقرر الانسحاب في صمت ، وعلى كل حال بقيت أسطورة التمساح جوستاف من غرائب الأمور المخيفة عبر التاريخ الإنساني .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك