بدأت القصة عندما دونت سوزي لامبلاف في مفكرتها ، في يوم الاثنين 28 تموز (يوليو) 1986م : (الساعه 12.45- السيد كِبر ، 37 شارع شورولدز
.حياة سوزى:
وكانت سوزي البالغة من العمر 25 عاماً ، تعمل منذ 16 شهراً ، في مكتب عقاري في شارع فولهام ، وهي فتاة طموحة وجادة في عملها ، وكان موضوع اللقاء بيع عقار ، مكون من ثلاثة طوابق بسعر 128 ألف جنيه استرليني ، وكانت تأمل من إتمام هذه الصفقه الحصول على عمولة مجزية .قضت سوزي قبل ظهر ذلك اليوم ، بالرد على المكالمات الهاتفية ، والتي تستفسر عن أسعار العقارات والشقق وتقارنها بأسعار المكاتب العقارية المنافسه ، كما اتصلت ببعض الأصدقاء ، وبالبنك الذي تتعامل معه لتخبره أنها فقدت قبل أيام دفتر شيكاتها مع بطاقة البريد ومفكرة الجيب الصغيرة ، وقبيل موعد فرصة الغداء توجهت إلى مكتب مارك غوردون ، مدير المكتب ، وأخذت مفاتيح البيت الواقع في شارع شورولدز ، وخرجت وركبت سيارتها الفورد الصغيرة من نوع فيستا ، والتي زودها بها صاحب العمل ، وتوجهت إلى المكان المقصود الذي لا يبعد عن المكتب بالسيارة سوى 3-4 دقائق .أخذت سوزي حقيبتها الصغير ، الذي تضع فيه نقودها وتركت حقيبة يدها في المكتب ، وقد خمن المدير أنها سوف تعود بسرعة ، ومعها وجبة الغذاء الخفيفة لتتناولها في المكتب ، وتظل على اتصال بالعملاء وتلقي المكالمات كعادتها .اختفاء سوزي :
ولما طالت غيبة سوزي ، عدة ساعات أخذ القلق يساور زملاءها في العمل ، مما جعل السيد مارك غوردون يتوجه مع أحد الموظفين ، إلى البيت المعروض للبيع ،حيث لم يعثرا على أثر لها أو لسيارتها ، وقبل أن يغادرا المكان علما من أحد الجيران 58 سنه عازب ، أن سوزي حضرت إلى البيت مع أحد الشبان ، وتأملا البيت من الخارج ، وكان يبدو على الشاب الثراء والوجاهة ، وعاد السيد مارك إلى المكتب وراجع ملفات عملائه فلم يجد بينهم اسم السيد كِبر .البحث عن سوزي:
اتصل غوردون بوالدة سوزي ، والتي كانت في الرابعة والخمسين من العمر ، وتعمل معلمة سباحة ، وتدعي ديانا لامبلاف ، وكان منزلها على بعد أميال قليلة من المكتب ، سأل المديرة الوالدة عما اذا كانت سوزي ، قد عرجت عليها لتناول الغذاء معها ، فأجابت الأم أنها لم ترى سوزي منذ الأمس ، وكانت سوزي تسكن في شقتها القريبة من منزل والديها ، والتي كانت قد اشترتها قبل ست سنوات بمبلغ 70 ألف جنيه استرليني ، ثم اتصل بطوارئ المستشفيات.بلاغ إلى الشرطة :
وأخيرًا اتصل مساءً بسكوتلاند يارد وأبلغ الشرطة عن اختفاء سوزي ، وبعد ست ساعات من اختفاء سوزي ، اتصل كذلك بالمخبر بيترجونستون ، الذي كان مشغولًا يومها بالتحري عن جريمة اغتصاب وقتل ، وقد ظن المخبر أن اختفاء سوزي قد يكون مشابه للحادثة التي يتحرى عنها .وفي لندن تنقسم بلاغات الاختفاء إلى مجموعتين كالتالي :
المجموعة الاولى : مجموعة يكون المختفي فيها هارباً من عائلته أو من دائنيه بإرادته .
والمجموعة الثانية : مجموعة يكون الاختفاء فيها رغم عن إرادة المختفي .وكانت حالة سوزي تبدو من النوع الثاني ، لأنها سعيدة في حياتها ، وليس هناك ما يدعوها إلى الهرب والاختفاء ، خاصة أنها قد تركت حقيبة يدها في المكتب ، وليس هناك أي دليل يشير إلى تدبير خطة للهرب .تحريات الشرطة :
أرسل جونستون بعض رجاله إلى شقة سوزي للتحقق من عدم وجودها هناك ، وبالطبع لم يجدوها في الشقة ، ووجدوا غرفة النوم مرتبة ، ولا أثر لدخول أي زائر أو لفقدان أية ثياب أو حقيبة سفر ، كما توجه رجلان إلى البيت المعروض للبيع ، ولم يعثرا هناك أيضا على أي دليل ، ينير لهم أسرار قضية الاختفاء.العثور على سيارة سوزي:
وكان العثور على سيارة سوزي هو الدليل الوحيد الذي نجحت الشرطة بالعثور عليه ، لقد كان والد سوزي في سيارة الشرطة ، التي كانت تبحث في الشوارع عن سوزي ، وعندما سمع المذياع خبر العثور على السيارة في شارع سكني هادئ على بعد كيلو مترين تقريبًا من العقار المعروض للبيع ، وقد قرر المفتش جونستون عدم الاقتراب من السيارة ، حتى اليوم التالي ليتفحصها في ضوء النهار ، حيث أن العثور عليها تم عند الساعة العاشرة مساءً .كشف الجريمة:
كان واضحًا أن السيارة ، تم وضعها قرب إحدى زوايا الشارع على العجل ، حيث كانت مؤخرتها تسد جزئيًا مدخل إحدى الكارجات ، وكان باب السائق مفتوحاً ، أما الباب المجاور كان مقفلاً ، وقد تبين أن مقعد السائق كان قد تم تحريكه للخلف ، ليناسب طول السيد كِبر ، الذي كان أطول من سوزي كما أفاد الشاهد الوحيد الجار ، وبعد هذا الدليل المهم لم يتم العثور على أي دليل آخر .عدم العثور على الجثة وعلى القاتل :
لقد وزعت الشرطة أوصاف سوزي والسيد كِبر على دوريات البوليس ، وكانت سوزي فتاة واثقة قوية الإرادة ، وكان لها أخ أكبر منها وأختين أصغر منها ، كان طولها 5 أقدام ، و6بوصات وشعرها أشقر اللون ، ترتدي معطفاً أسود وتنوره رمادية ، أما كِبر فكان أطول منها ببوصتين تقريبًا ، وكان شاباً حليقاً وسيماً ، وأنيقاً عمره ما بين 25-30 عاماً .الصلاة من أجل المختفية :
وبعد 9 شهور من اختفاء سوزي مع السيد المجهول (كِبر) ، أقامت عائلتها قداساً في الكنيسة القريبة ، حيث أحضر زملاؤها زهوراً ، وكأنهم يحتفلون بمناسبة زفافها ، وقد اختتم الاحتفال بكلمات قليلة قالها والدها : بينما نحن غير متأكدين أن سوزي حية ، فإننا لا نعتقد أنها ميتة ، وهذه هي المفارقة الموحية بالتناقض والحيرة .