بعض الجرائم قد تجعلنا حائرين أمام تفاصيلها ، خاصة إذا ما ارتكبت في حق إنسان ضعيف لا حول ولا قوة له ، كطفل صغير لم يبلغ العامين من عمره بعد ، أو عجوز مريض لا يستطيع المقاومة أو الدفاع عن نفسه ، وفي هذه القصة عبره وعظة ومأساة لطفل لم يستطيع الدفاع عن نفسه ، حتى زهقت روحه .القصة :
ولد بيتر كونولي في عام 2009م ، وهجر ولده الحقيقي العائلة عندما علم بأن والدة بيتر ، على علاقة غرامية بأحد الأشخاص ، ويدعى باركر حيث كان باركر مدمنًا على الإجرام العنصري ، والمواد الإباحية ومجرم خطير .عقب مرور عدة أشهر من انتقال باركر إلى منزل الأسرة الصغيرة ، تبين للطبيب الذي يفحص بيتر بشكل دوري ، أن الطفل مصاب بخدوش عدة على جلده ، ولكن الأم بادرت مدافعة بأن جلد ابنها حساس للغاية ، وأن اللعب بشكل دائم يجعله يتعرض لعدو حوادث بسيطة تؤثر عليه .لم تمض عدة أيام حتى تم نُقل بيتر إلى المشفى ، وهو يعاني من إصابات بالرأس والأنف وبعض الكدمات المتفرقة في جميع أنحاء جسده ، وخاصة الأرداف ، وعقب الفحص وبسؤال الأم عن علامات الأصابع على جسد الطفل ، قالت الأم أنها علامات أصابعها حيث تلعب معه وتطلقه في الهواء ثم تتلقفه .هنا تنبه المسئولون في الرعاية الاجتماعية ، وتم وضع اسم بيتر في سجلات التعرض للخطر ، وتم إرسال فريق من الرعاية الاجتماعية لمنزل الطفل ، فوجدوا رائحة البول تفوح من المكان ، ولم يكونوا يعلموا بوجود باركر في المنزل أيضًا ، وهنا تم تقرير أن يقطن الطفل برفقة أنجيلا غودفري وهي تعمل ، معالجة في الكنيسة كما أنها صديقة للأم ، وذلك أفضل للطفل من العيش برفقة أمه .وعقب مرور شهر ، تم السماح لبيتر بالعودة إلى منزل والدته ، عقب أن اتفقت مع صديقتها أنجيلا ، بأن تبلغا رغبة بيتر في اللعب العنيف والخطر ، وتم تسليم الطفل لأمه مرة أخرى دون أية اتهامات لها ، أو حتى تحذيرات.وانتقلت الأسرة لتقطن في منطقة سكنية جديدة ، وتوالت عليهم زيارات الرعاية الاجتماعية ولكن دون أي جديد في الأمر ، حيث اقتنع المسئولون بأن الطفل لا يدرك حجم الخطر الذي يعرض له نفسه ، وأنه فاقد الإحساس بالألم .عقب مرور عدة أشهر تم التوجه ببيتر إلى المشفى ، حيث كان يعاني من تضخم في الرأس وكدمة واضحة على رأسه ، مما أثار الشكوك حول وضع الطفل ، ولكن برر بعض الأطباء بأن الطفل يمكن أن يكون مصابًا ، بالتهاب السحايا وبدؤوا في إخضاعه للعلاج على الفور .وعقب هذا الأمر بأسبوع واحد ، قام أحد مسئولي الرعاية الاجتماعية بالتوجه لمنزل تريسي والدة الطفل ، على غير موعد محدد ليتفاجئ بالطفل مصاب بكدمات عدة في ذقنه ، وكدمة أخرى تحت عينه وبعض آثار العض على خده !بررت الأم ما حدث بأن طفلاً آخر ، قد أصاب بيتر عندما دفعه بيديه أرضًا ، هنا قام المسئول بحمل بيتر إلى المشفى وعقب فحصه ، أفاد الأطباء بأن الطفل مصاب بحوالي اثني عشر كدمة ، مع آثار أيدي على ساقه وجسده ، وباستجواب الأم أفادت بأن الأمر لا يعد كونه مشاجرة بين الأطفال ، وتم الإفراج عنها للمرة الثانية بكفالة .المحاكمة :
شهد والد الطفل بيتر في المحكمة ، بأنه قبل وفاة ابنه ، اتت به الأم إليه وقد لاحظ الأب أن طفله يضع ضمادة على أصابع يديه اليسرى ، وبسؤالها قالت أن بيتر نزع أظافر إصبعه بنفسه ، ولكن الطفل كان هزيلاً للغاية وحليق الرأس وبه الكثير من الكدمات والندوب ، وقال أنه عند انصرافه صاح الطفل باسمه مما اضطره للعودة مرة أخرى لوداعه ، ولم يكن الأب يعلم بأن تلك هي المرة الأخيرة التي سوف يرى فيها ابنه .جاءت فرصة أخرى لاعتقال تريسي ، ولكنها أفلتت منها بعدما جاء تقرير الطب بأن الطفل لم يكن به أعراض ، سوى الإصابة ببعض الطفح الجلدي مثل الأطفال الآخرين ، وهنا تمت تبرئة تريسي مرة أخرى ، وتم إخلاء سبيلها بل ومنحها رحلة للعلاج النفسي المجاني !روى الشهود ، وهي طفلة في الخامسة عشرة من عمرها ، وهي إحدى قريبات باركر ، بأن ستيف كان يضرب الطفل بقسوة ، وكان يستمتع بحمله من حنجرته وقذفه بسرعة على الفراش أو الحائط ، وكان بيتر قد أصيب بالشلل بسبب كسر في عموده الفقري ، ناتج عن قصم ظهر الصغير على ركبة شخص كبير أو سطح مدبب ، وفي ليلة مقتله كان الطفل مكومًا فوق فراشه ، وملفوف ببطانية ولم يدري أحدهم أنه قد مات .خضع الجميع للمحاكمة وقد أدلت والدة الطفل ، بأنها لم تكن تعلم ما يحدث للطفل ، وهنا تمت تبرءتها من الاتهام بقتل الطفل بيتر عمدًا ، ولكن تم اتهامهما بالسماح بالاعتداء على الطفل ، ونالت حكمًا بالسجن لمدة غير معلومة أقلها خمسة أعوام ، احتواء للغضب العام في شوارع لندن ، وفي نفس الوقت تم الحكم على ستيفن باركر بتهمة التسبب في قتل الطفل ، وليس القتل العمد مما منحه حكمًا بالحبس لمدة غير معلومة ولا تقل عن ثلاثة أعوام ، وذلك احتواء للغضب العام !وجدير بالذكر ، أن باركر في هذا الوقت كان يواجه عقوبة ومحاكمة في تهمة اغتصاب طفلة ، تبلغ من العمر عامين في تلك لفترة التي كان تعرض فيها بيتر للتعذيب في عام 2009م .