خيط رفيع يفصل ما بين التفكير في الجريمة وتنفيذها ، وفارق كبير بين أن يكون الجاني بالغ ولديه القدرة على حسم أموره وبين أن يكون الجاني قد تخطى مرحلة الطفولة بقليل وربما لازال يعيش فيها قبل الدخول في سن المراهقة ، إنه من المؤلم أن يقتل طفل أخته بدم بارد ، لتظهر شخصيته الخفية التي لم تتوقعها أمه ذات يوم .أم مدمنة :
كانت الأم الألمانية تشاريتي Charette قد عاشت طفولة مأساوية حيث قتلت أمها أبيها ، ثم تمت تبرئتها في وقت لاحق ، فلجأت تشاريتي إلى إدمان المخدرات في سن المراهقة ، حيث أنها تمكنت من التغلب على الإدمان حينما بلغت سن الثامنة عشر من عمرها ، ثم التحقت بالجامعة لتدرس علم البيئة البشرية .لم تحافظ تشاريتي على اتزانها على الرغم من إقلاعها عن الإدمان لمدة عام كامل ، حيث أنها أعطت لنفسها مهلة ثلاثة شهور كي تقرر أن تُكمل حياتها أم تنهيها إلى الأبد ، غير أنها تفاجئت أنها حاملًا ، وهو ما غيرّ حياتها تمامًا ، حيث وضعت طفلها الأول وأطلقت عليه اسم باريس Paris ، وبعد مرور تسعة أعوام أنجبت طفلتها الثانية إيلا Ela .لقد تمكنت تشاريتي من الابتعاد عن إدمان المخدرات لعدة سنوات ، غير أنها عادت لتتناول الكوكايين لمدة ستة أشهر حينما كان باريس قد بلغ الثانية عشر من عمره ، فعانت في تلك الفترة من بعض المشكلات والاضطرابات وعدم القدرة على الاعتناء بطفليها ، وكان باريس يمنح أخته إيلا مزيدًا من الرعاية والاهتمام في تلك الفترة العصيبة ، ولكنه بدا غاضبًا للغاية من أمه .باريس يقتل إيلا :
كان باريس يبدو طيلة حياته طفلًا هادئًا ، ولكنه كان يتصرف في بعض الأحيان بطريقة مختلفة أو مضطربة ، غير أن أمه كانت تعتقد أنها مجرد سلوكيات طفل عادي ، وذات يوم أقدمت الأم على الخروج إلى عملها كنادلة بدوام جزئي بعد أن أحضرت جليسة لطفليها ، وعانقت إيلا أمها عدة مرات قبل الخروج وكأنها تودعّها .وبدا باريس غاضبًا أو متوترًا قبل خروج أمه ، ولكن أمه عانقته وأخبرته بمدى حبها له قائلة له : أنت تعلم انني أحبك ، وقد عانينا في وقت سابق مما هو أسوأ من ذلك بكثير ، وسنتمكن من التغلب على هذا الوضع أيضًا” ، ثم خرجّت وودعّت صغيريها ، وبعد منتصف الليل بقليل وبينما كان موعد إغلاق المطعم ؛ وجدت تشاريتي رجال الشرطة أمامها .أخبرها رجال الشرطة أن ابنتها إيلا قد أصيبت في حادثة ، وحينما سألت عن المستشفى التي نُقلت إليها الطفلة ؛ أخبرها رجال الشرطة أن طفلتها لازالت في البيت ، بدا الأمر مريبًا ومخيفًا بالنسبة للأم التي لم تستطع فك طلاسم هذا اللغز إلا حينما ورد إلى مسامعها عبارة : لقد ماتت إيلا .لقد كانت تلك العبارة الأخيرة بمثابة السكين الذي قطّع جسد الأم إلى أجزاء متفاوتة ، لتتقطع مرةً أخرى حينما تسأل عن ابنها باريس وتعلم أنه القاتل ، فمن هو هذا الطفل الذي كانت تعيش معه؟ ، لقد قتل باريس أخته بسكين طعنها به 17 طعنة في جسدها ، وذلك بعد أن تمكن من إقناع الجليسة بمغادرة المنزل قبل أن تأتي أمه ، لينفرد بأخته ويقتلها دون رحمة خلال عام 2007م .لم يكن باريس شخصًا طبيعيًا بعد هذه الواقعة ، وعلى الرغم من عدم تخلي أمه عنه إلا أنه بدا باردًا غير مكترث لوجودها أو لما فعله بأخته الصغيرة ، وقد أصدرت المحكمة حكمها على باريس بعد أشهر من التحقيقات بالسجن لمدة أربعين عامًا ، وهو يقبع في الوقت الحالي خلف القضبان ليُتم المدة المحددة لعقابه ، في حين أنشأت الأم مؤسسة خيرية تحمل اسم إيلا لمساعدة المجتمع على الحب والتعاطف .