قد تؤدي الغيرة الزائدة إلى الهلاك ؛ حيث أنها تكون بمثابة الشرارة الأولى للشك بين الزوجين وخاصةً إذا ازدادت عن حدها الطبيعي ، ومن هنا تشتعل نيران الخلافات التي قد تنتهي بارتكاب جرائم قتل مفزعة ، وقد وقعت جريمة قتل مؤخرًا في تركيا نتيجة لتلك الغيرة التي أطاحت بعجوز تجاوزت الخمسة وسبعين عامًا ، حقًا فإن نيران الغيرة لا تعترف بسن ، وهو ما أدى في نهاية الأمر إلى انتهاء حياة العجوز على يد زوجها في لحظة غضب .زوجان مسنان في رحلة بتركيا :
كان الزوج بلال البالغ من العمر 85 عامًا يعيش مع زوجته أسماء البالغة من عمر 76 عامًا في ألمانيا ، حيث أنهما قد تزوجا منذ أكثر من نصف قرن حيث ربطت بينهما علاقة حب قوية ، وعاشا في حياة شبه مستقرة وطبيعية ، وقد قررا مؤخرًا السفر إلى تركيا في نزهة وقضاء أوقات ممتعة هناك ، وبالفعل اتجه الاثنان إلى اسطنبول ، ولكن حدث بينهما هناك ما هو غير متوقع .كان بلال يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة ، وهو ما لاحظته الزوجة فأثار الغيرة في قلبها ولم تصمت بل إنها استشاطت غضبًا ، حيث دخل الشك قلبها من جهة الزوج ، وهو ما جعلها تقوم بمواجهته متهمة إياه بأنه على علاقة بفتاة على تلك المواقع ، ولم تكتف بذلك حيث أنها طلبت منه أن يغادر المنزل على الفور لأنها لم تعد تثق فيه .جريمة قتل :
لم تكن تعلم الزوجة أن هذا العراك سيكون هو الأخير مع زوجها ، حيث أنه غضب بشدة من حديث زوجته وطردها إياه من المنزل ، وهو ما جعله يقوم بإحضار سكين ليطعن زوجته ، وبمجرد أن طعنها وسقطت غارقة في دمائها ؛ قام هو بقطع شرايين معصميه من أجل التخلص من حياته التي لم يعد لها قيمة بعد أن قتل زوجته وقرينة حياته على مدار أكثر من خمسين عامًا.حاول بعض الأقارب في تركيا التواصل مع العجوزين للاطمئنان عليهما ولكنهم لم يتمكنوا من التواصل معهما ، وهو ما أثار القلق في نفوس هؤلاء الأقارب ، وعلى الفور أسرعوا إلى منزل الزوجين في اسطنبول ، وهناك كانت الصدمة الكبرى حيث اضطر الأقارب دخول المنزل بطريقة ما حينما لم يجدوا ردًا من العجوزين .وجد أقارب الزوجين الزوجة المسنة ملقاة على الأرض غارقة في دمائها ، كما كان زوجها أيضًا في نفس حالتها ، فقاموا بنقلهما على الفور إلى المستشفى ، ولكن الزوجة فارقت الحياة بعد هذه الطعنة الغاشمة ، بينما قُدّر للزوج أن يعيش بعد نقله إلى المستشفى وتلقيه العلاج اللازم لحالته ، حيث لم يستطع الموت أن يأخذه كما اختطف زوجته كي تظل جريمته نصب عينيه كل لحظة .اعتراف :
عاش الزوج العجوز كي يقر بجريمته التي ارتكبها في حق زوجته المسنة ، حيث تم استجوابه بعد أن استفاق من إغماءته وتعافى نسبيًا ؛ فلم يُنكر ما فعله مع الزوجة ، معبرًا أنه لم يكن يتوقع يومًا أن حبه لمواقع التواصل الاجتماعي ستكون سببًا في إنهاء حياة زوجته بهذه الطريقة البشعة ، حيث أبدى شعوره بالندم على ما فعله نتيجة للحظة غضب متهورة ، وقد قامت الشرطة التركية بإحالته إلى النيابة العامة من أجل استكمال التحقيقات حول هذه الجريمة .