الخوف من الإفلاس والفقر هو المبرر الذي قدمّه القاتل البريطاني روبرت بيترز Robert Peters في التحقيقات التي أُجريت حول سبب قتله لطفلته ذات السبعة أعوام ، حيث أنه لم يتردد في خنق ابنته لمدة نصف ساعة عانت خلالها من آلام الموت الذي داهمها دون رحمة ، ليعترف القاتل بجريمته في غضون لحظات وكأنه كان على أتم استعداد لمصيره القادم.ما قبل الجريمة :
روبرت بيترز هو رجل بريطاني يبلغ من العمر 56 عامًا ، لم تكن حياته مستقرة بالقدر الكافي ، حيث أنه تزوج ثلاث مرات ، ومن المفترض أن يكون قد استقر بعض الشيء مع زوجته التي أنجبت له ابنتهما صوفيا Sophia ، غير أنه بدا شخصًا متخبطًا متهورًا ، حيث أنه ترك أسرته خلال العامين ونصف الأخرين لأنه كان على علاقة بامرأة أخرى ، ليعود إليهم بعد أن انتهت تلك العلاقة .يدير روبرت بيترز محلًا للتحف مع أخيه في أحد أحياء لندن ، وقد أبدى أنه كان يعزم على الانتحار خلال العام الماضي ، ولكنه لم يفعل ذلك على الرغم من محاولاته عدة مرات لإنهاء حياته على حد قوله ، وما قد فشل فيه مع نفسه نجح فيه مع ابنته حينما عقد النية على التخلص منها لمبررات غير واقعية .قتل الطفلة :
انتظر روبرت حتى خرجت زوجته من المنزل ، ثم ذهب إلى ابنته وهي نائمة وقام بخنقها بحزام فستانها ، لتستيقظ الطفلة مفزوعة على الفور وتسأله ماذا تفعل؟ ، ليُكمل هو مهمته البشعة دون أن ينظر بعين الرحمة إلى ابنته التي ظلّت تعاني بين يديه من آلام خروج الروح من الجسد لمدة تقترب من النصف ساعة وهي تصارع أبيها كي تنقذ حياتها .بعد أن انتهى روبرت من جريمته اتصل برجال الشرطة وطلب منهم الحضور إلى منزله ، حيث أخبرهم بأن هناك جريمة قتل راحت ضحيتها طفلة صغيرة ، وبسؤاله عن هوية القاتل أجاب بكل برود ولامبالاة :”أنا.. أنا القانل” ، ثم جلس في انتظار رجال الشرطة ليستقبلهم بكل هدوء عند الباب قائلًا :”إن جثتها هناك في الطابق العلوي ، لقد خنقتها”.وأثناء التحقيقات اعترف القاتل بكل تفاصيل جريمته التي أنهت حياة ابنته ، ليبرر تلك الجريمة البشعة بأنه قد خاف على ابنته من الفقر والشعور بالإحباط بعد أن يعلن إفلاسه ، حيث أنه ادعّى مواجهته لأزمات مالية شديدة تقوده إلى الفقر ، ولكن المفاجأة التي فجرّتها التحريات قد أثبتت كذب مبرراته .أوضاع مالية مستقرة :
اكتشفت المحكمة بعد التحريات التي أُجريت حول الحالة المادية لروبرت بأنه لم يتأخر على دفع أي مبالغ مالية لأي رهن عقاري لديه ، كما اتضح أنه يمتلك مبالغ مالية في حسابه المصرفي ، وأنه ليس مديون لأي شخص ، وكذلك اكتشفت المحكمة أنه يمتلك منزلًا تصل قيمته إلى مليون جنيه إسترليني (ما يزيد عن مليون و 400 ألف دولار) ، وهو ما يؤكد كذب ما كان يدّعيه لإقدامه على مثل هذه الجريمة الأبوية الشنعاء .تم فحص جثة الطفلة القتيلة ليكتشف الأطباء أنها كانت مصابة بثقب في القلب منذ ولادتها ، وأن موتها يعود إلى الخنق الشديد الذي لم تستطع الصغيرة مقاومته ، وقد أبدت المحكمة أن روبرت يعاني من درجة متوسطة من الاكتئاب ، غير أن هذه الدرجة من المعاناة غير كافية للتقليل من حدة جريمته ، حيث أن روبرت كان يحاول الإفلات فيما بعد بقوله أن القتل كان غير متعمد ، غير أنه قد تبينّ للمحكمة أن القاتل قام بالبحث على الإنترنت خلال الشهر السابق للجريمة عن جرائم القتل ومعاملة قتلة الأطفال في السجن .