لم يمنعه عمله في بيت الله وخدمته فيه من ارتكاب جريمته البشعة بحق إمام المسجد ، بل إنه قد تعدى على حرمات المسجد ليرتكب جريمته الشنعاء بداخله ، لقد كانت غريزة الانتقام في قلبه أقوى كثيرًا من خوفه من الله تعالى ، حيث قرر قتل إمام المسجد وإخفاء جثته بطريقة بشعة ، حقًا إنها جريمة مؤذن المسجد التي وقعت في البحرين لتهز المجتمع بأكمله .العمل في المسجد :
كان الجاني يعمل في أحد المساجد بالبحرين كمؤذنًا ومشرفًا ومنظفًا ، وكان راتبه لا يتجاوز 200 دينار شهريًا ، وكان يعيش مع أسرته في غرفة ملحقة بهذا المسجد ، ولكنه رغب في العيش بمكان آخر ، فقام باستئجار بناية مقابل مبلغ 700 دينار ، ولأن راتبه من المسجد لا يكفي لقضاء كافة احتياجاته ؛ قام بالعمل في بعض المهن الأخرى .كان إمام المسجد عبدالجليل الزيادي يرى إهمال المؤذن لعمله وخاصةً بعد أن اتجه لبعض الأعمال الأخرى ، وهو ما جعله ينتقده كثيرًا ويطلب منه ألا يهمل نظافة المسجد لأنها من صميم عمله ، غير أن المؤذن لم يعبأ بتحذيرات الإمام ، والذي قام بإبلاغ الأوقاف بعد عدة محاولات لإصلاح الوضع ، فقام المسئولون بالأوقاف بفصل هذا المؤذن وأعطوه فقط مهلة ليتم الشهر لآخره .الانتقام البشع :
حينما تيقن المؤذن من فصله من عمله بالمسجد ؛ شعر برغبة شديدة في الانتقام من هذا الإمام ، فقام بالتفكير في التخلص منه نهائيًا بقتله ، فخططّ لجريمته التي شرع في تنفيذها بعد صلاة الفجر ، حيث أنه أحضر قطعة حديدية وقام بإخفائها داخل المسجد ، وبعد الانتهاء من صلاة الفجر قام الجاني باستدراج الإمام إلى حيث أخفى القطعة الحديدية عند مكان خزانة الأحذية .طلب الجاني من الإمام أن يقوم بإصلاح الإنارة في هذا المكان ، ثم قام بضربه بالقضيب الحديدي من المنطقة الخلفية دون رحمة أو احترام لحرمة هذا المسجد ، فسقط المؤذن على الأرض بعد عدة ضربات متتالية من الجاني ، الذي لم يكتف بهذا القدر من الإجرام ، حيث أنه حينما شعر بأن الإمام لازال يتنفس ؛ جلب سكينًا ثم قام بشق بطنه ليتيقن تمامًا من وفاته ، حيث أنه كان على دراية بوجود شرايين في هذا المكان إذا تم قطعها يموت الإنسان في الحال ، وذلك لأنه كان يقوم بذبح الأضاحي في الأعياد .قام الجاني بعد إتمام جريمته بسحب الإمام القتيل إلى مصلى النساء ، ثم اتجه به إلى دورة المياه ، حيث أنه قد قرر تقطيع الجثة ، ثم توجه إلى أحد المتاجر واشترى ساطورًا وبعض الأكياس السوداء المخصصة للقمامة ، كما أنه اشترى دلوين كبيرين الحجم وشريطًا لاصقًا ، وحمل أدواته وعاد إلى المسجد حيث وضع الجثة .قام الجاني بتقطيع بطن القتيل إلى جزئيين ، ثم قام بقطع منطقة الفخذين ، ثم اتجه فيما بعد لقطع الرأس وفصلها عن الجسد ، كما فصل الذراعين كذلك من عند الكتفين ، وقام بوضع كل جزء من أجزاء الجسد في كيس ، ليضع جميع الأكياس فيما بعد داخل الدلوين الكبيرين ، ثم أحكم إغلاقهما بشكل جيد .نقل الجاني الدلوين في سيارة أجرة إلى مكتب قريب من المسجد وترك المكيف يعمل به ، ثم عاد إلى المسجد كي يرفع آذان الظهر ويتولى إمامة الصلاة بدلًا من القتيل ، وعاد في اليوم التالي ليحمل آثار جريمته إلى أحد المناطق ، ثم اتصل بصديق له ليساعده في التخلص من بعض الأغراض ، وحينما ذهب الاثنان شاهدهما سائق شاحنة ، وحينما سأل الجاني عن الدلوين أخبره بأنهما يحتويان على أسلاك سُرقت من المسجد ويريد التخلص منها .استنشق سائق الشاحنة رائحة كريهة قادمة من الدلوين ، وهو ما جعله يسأل مرةً أخرى باهتمام عن محتوى الدلوين ، فتوالت كذبات الجاني ليخبره بأنها جثة طفلة يريد دفنها ، فقام سائق الشاحنة بالإمساك به بمساعدة بعض الأشخاص ولم تنفع معه المساومات لترك الجاني وصديقه ، حيث أبلغ الشرطة ليواجه المؤذن القتيل مصيره الذي يستحقه .