يحكى أن فتاةً صغيرةً اسمها شمس ، كانت تحب لعبة الاختفاء والبحث ، كانت تختفي في أحد أركان حدائق قصر والدها شيخ التجار ، وتترك صديقاتها يبحثن عنها ثم تختفي إحدى صديقاتها ، وتقوم هي وبقية البنات بالبحث عنها ، وعندما كبرت شمس ، وأصبحت شابًة جميلة ، قال لها والدها : جاء وقت زواجك يا عزيزتي ، فكيف تختارين زوجك ؟قالت شمس : أود أن أتزوج الشاب الذي يستطيع أن يجدني عندما أختفي ، دهش الوالد لهذا الشرط الغريب ، وحاول أن يجعل ابنته تترك ذلك الشرط ، لكن بلا فائدة ، فقد قالت شمس : هذه وسيلتي لاختبار ذكاء من يتقدم لخطبتي ، ويطلب الزواج مني.تقدم للزواج من الجميلة شمس ابنة شيخ التجار عدٌد كبير من الشباب وفي كل يوم يأتي إلى القصر خمسة شباٍن أو ستة ، وتختفي شمس ويبدأ الشبان في البحث عنها في كل مكان ؛ في غرف القصر ، وفي أركان الحدائق ، فوق الأسطح وفي المخازن ، لكن لم ينجح أحد في العثور عليها.وكان هناك شاب اسمه فارس ، يساعد والده في تجارته ، فسمع فارس عن الجميلة شمس ، ورغب في الزواج منها ، وذات صباح وصل فارس مع عدد من الشباب ليبحث عن الجميلة شمس عندما تختفي ، قضى فارس الصباح كله يبحث عنها ، لكنه لم يستطع العثور عليها ، فحزن لذلك حزنًا شديدًا ، وجلس يستريح تحت شجرٍة في طرف الحديقة ويفكر ، قال فارس لنفسه : يجب أن أعثر على شمس قبل الغروب كما قال لنا والدها شيخ التجار.كان فارس ينظر إلى العصافير التي تشرب من ماٍء النافورة ، ويسلي نفسه بعدها ، عد فارس العصافير فوجدها ثمانية ، نعم ثمانية عصافير ، تذكر فارس أمرًا مهمًا وقال لنفسه : عندما بدأنا البحث كنا سبعة شبان ، نعم كان معي ستٌة آخرون ، لكنني لاحظت بعد ذلك أن عددنا ثمانيٌة وليس سبعًة ؛ الآن فقط عرفت السر !رجع فارس ليبحث مرة أخرى عن شمس ، لكنه أراد أن يتأكد هذه المرة من عدد الذين يبحثون معه عنها ، لقد وجد سبعة شبان آخرين يبحثون عنها ، وهو ثامنهم ، لاحظ فارس أن أحد الشبان يخفي وجهه ، ومع ذلك كان يبحث عن الجميلة شمس بهمٍة ونشاطٍ في كل مكان في القصر ، وقبل أن تغرب الشمس بوقت قصير ، شعر الشبان باليأس ، فذهبوا جميعًا إلى شيخ التجار ، وقالوا له : لقد بحثنا عن ابنتك في كل مكاٍن لكننا لم نعثر عليها.وقف فارس يعد الشبان الذين تجمعوا حول شيخ التجار ، وقال لنفسه : كنا سبعة شبان ، فمن أين جاء الثامن ؟! لا بد أن يكون هو الأميرة شمس ، تخفت في ملابس رجل ، واشتركت معنا في البحث ، ولذلك لم نعثر عليها! التفت فارس إلى شيخ التجار وصاح وهو يشير إلى الشاب الذي كان يخفي وجهه : عرفت المكان الذي تختبئ فيه ابنتك ، إنها تقف معنا الآن يا سيدي ، واتجه ناحيتها.كشف الشاب الملثم وجهه فظهر وجه الجميلة شمس وهي تضحك في سعادة ، كانت سعيدة لأنها ستتزوج من شاب ذكي كما كانت تتمنى ، وبعدها تزوج فارس من الجميلة شمس ، وتعلم منهما أولادهما لعبة الاختفاء والبحث ، وظلوا يلعبونها دائمًا ، فقد كانت أسعد أوقاتهما تلك التي يشتركان فيها في اللعب مع أبنائهم في هذه اللعبة ، فقد كانت هي السبب في زواجهما.