كانت الدجاجة كيكي تحب فرخها الصغير كوكو وترعاه ، وكان كوكو يحبها جدًا ويتبعها في كل خطوة يقلدها ويتعلم منها ، كان ينبش الأرض مثلها ، ويرفرف بأجنحته الصغيرة إذا رفرفرت ، ويحاول أن يعرف كل الأمور التي تعرفها والدته كيكي .وفي يوم خرجت الدجاجة كيكي ومعها صغيرها وأخذا يتجولا بين الحقول ، حتى وصلا إلى شجرة توت كبيرة ، كان التوت الطازج يتساقط من الشجرة ، فأخذت كيكي تلتقط التوت من على الأرض .وكانت حبات التوت شهية ، فكانت كيكي تلتقط كل الحبات التي تجدها وكذلك كان يفعل فرخها كوكو ، كان منقار كيكي كبير وحلقها واسع لذلك كانت تبتلع حبات التوت الكبيرة بسهولة ، لكن كوكو كان مازال صغيرًا ومنقاره صغيره وحلقه صغير .التقط كوكو حبة توت كبيرة كما تفعل والدته ، لكنها لأسف وقفت في حلقه ، وأخذ كوكو صيح من الألم وكاد أن يختنق ، ووقع على الأرض ، أسرعت كيكي لتنقذ فرخها ، فذهبت مسرعة إلى جدول الماء ، وقالت له كيف حالك أيها الجدول الرائق ؟ ، أجابها الجدول أنا بخير ولكن لماذا أنت متلهفة هكذا ؟ هيا اشربي من مائي ، قالت له الدجاجة : ولكن صغيري كوكو قد وقفت التوته بحلقه وأريد أن أخذ له بعض الماء ليشرب فتنزل التوته إلى معدته .قال لها الجدول هيا أحضري جوزة من تلك الشجرة وخذي فيها الماء لفرخك ، ذهبت الدجاجة مسرعة إلى شجرة الجوز ، وقالت لها كيف حالك أيتها الجوزة ؟ هل يمكن أن أخذ منك ثمرة جوز لأضع بها الماء وأنقذ صغيري ؟فقالت لها الشجرة بكل سرور أيتها الدجاجة ، ولكن ثماري صلبة ولن تستطيعين كسرها بنفسك ، أذهبي إلى تلك الفتاة التي تركض هناك لعلها تساعدك ، أسرعت الدجاجة إلى الفتاة سعاد وحكت لها الحكاية ، فقالت لها سعاد سوف أساعدك ولكني بلا حذاء وأخاف أن يجرح الشوك قدمي .فأسرعت الدجاجة إلى صانع الحذاء وحكت له الحكاية ، فقال لها ها هو الحذاء موجود ، ولكني أحتاج إلى جوارب لتقيني برد الشتاء ، أسرعت الدجاجة إلى صديقها الخروف وأخبرته الحكاية ، فقال لها ها هو الصوف فأنا أملك الكثير ، ولكني جائع واحتاج إلى الطعام .فأسرعت الدجاجة إلى الفلاح ، وطلبت منه الفول ، أعطاها الفلاح الفول لكنه طلب منها قفل لمخزن الحبوب ، أسرعت الدجاجة إلى الحداد ، وطلبت منه الفحم فأعطاها الفحم ، ولكنه طلب منها أن تحضر له فحم لإشعال النار .فأسرعت الدجاجة إلى الفحام وطلبت منه الفحم ، فأخبرها أنه يريد بعض الريش لعمل مروحة ، قالت الدجاجة للفحام سأعطيك ما تحتاجه من الريش ، ولكن سأذهب أولا لجلب الماء لفرخي كوكو ، وأعود إليك بعد ذلك .وذهبت الدجاجة إلى كوكو وسقته الماء ، فانزلقت حبة التوت من حلقته ، وقام كوكو وأخذ يرفرف بجناحيه مجددًا ، فرحت كيكي بنجاة فرخها ، ثم ذهبت للفحام فأخذ الريش من جناحيها ، ثم عادت لفرخها كوكو ، وحين رآها كوكو سألها : أين ريشك الجميل يا أمي ؟ حكت له الدجاجة ما حدث .فقال لها كوكو وكيف تفرطين في ريشك يا أمي الذي يدفئك ، كما أنك تنفشينه وترفرفين به ؟ قالت الدجاجة كان لابد أن أدفع المقابل لإنقاذك ، وقال لها كوكو وأنت يا أمي ماذا تطلبين مني في مقابل إنقاذ حياتي ، قالت له الدجاجة يكفي يا كوكو أن أراك سليم ومعافى تلك هي سعادتي ، وعرف كوكو أن كل شيء في هذه الدنيا له مقابل ، إلا حنان والدته ، فتعلق كوكو بوالدته وأخذ يقبلها بمنقاره الرقيق ، ليعبر لها عن حبه وعرفانه .