قصة الملك ميداس

---

ذات مرة كان هناك ملك يُدعى ميداس ، وكان يملك كمية كبيرة جدا من الذهب ؛ حتى أطلق عليه الناس أنه الرجل الذي يملك أكثر كمية من الذهب في العالم كله ؛ ورغم أنه غني جدا ظلّ يجمع ويجمع في الأموال ، وكان حلمه الأكبر هو أن تصبح ابنته زوي أغني بنت في العالم .كانت زوي فتاة جميلة ، لطيفة ، بسيطة ، وأنيق ؛ كما كانت مختلفة عن والدها في كل شيء ؛ حيث كانت كل أحلامها حديقة جميلة مزينة بالزهور ومكان هادئ لتعيش به ، وذات يوم كان الملك ميداس يجلس بالمسكن الذي يضع الذهب به ؛ وفجأة خرج له رجل يرتدي ثوبًا أبيض اللون يُدعى سيلين ؛ وهو إله الثروة الذي اقترب بحذر من الملك ميداس ثم قال : أيها الملك أستطيع أن أعطيك ذهبًا أكثر مما تملك .فقال الملك مهلاً : إذن أنت إله الثروة .. لما لا تحقق لي حلمي الأكبر بأن أصبح أغنى رجل في العالم ؟ ، نظر سيلينو في عين الملك الطموح الذي يريد الكثير من الأموال ، ولم يتردد في قبول طلبه فقال : حسنًا ميداس ؛ لك ما طلبت ولكن كل شيء تملكه سيتحول إلى ذهب حالًا .ابتسم الملك ؛ وظلّ يضحك ويضحك ، ويحلم أكثر، ويطلب أكثر ؛ وفي اليوم التالي بدأ الملك يُحضر كل الأشياء التي يريدها أن تصبح ذهبًا إلى المسكن الخاص بالذهب ؛ ولكن لسوء حظه عندما ذهب تجاه المطبخ تفاجأ بالصدمة الكبرى فصاح غاضبًا : يا للهلال .. لقد تحول كل الطعام إلى ذهب .أصبح الملك حزيناً مكتئبًا ؛ فهو لم يعد لديه طعام ليله ، ولم يستطيع أن يضع قطرات من الماء في معدته ؛ حيث كل ما لديه قد تحول بالفعل إلى ذهب .مرت بضع أيام والملك لم يستطيع أن يأكل أي طعام ، وشعر بأن كل أحلامه بدأت تنهار ، لم يعد الذهب هو حلمه الأكبر بينما القليل من الطعام هو ما يتمناه في ذاك الوقت ، جلس حزينًا صارخًا وهو يبكي : سمعت ابنته صوته أثناء جلوسها بالحديقة التي تحولت إلى ذهب .فذهبت مسرعة تجاهه ثم احتضنته وظلت تبكي مثله ؛ فرفع الملك يديه متوسلًا بكلمات لسيلينو : أرجوك سيلينو .. أتوسل إليك .. إنني لا أريد الذهب ؛ إنه حمل لي الكثير من المعاناة ولا أستطيع أن أكمل حياتي هكذا ؛ أريد أن ألمس الزهور وأحتضن ابنتي ، وأشعر برائحة الورود والطعام .. من فضلك فلتُبعد عني تلك اللعنة .استمع سيلينو إلى توسلات الملك ، ولم يتردد مرة أخرى في قبول طلبه ؛ حيث شعر في عينيه بالندم والألم فقال له : ميداس .. لقد وافقت على طلبك لأنني شعرت بصدق كلامك وندم ؛ ومن أجل أن يعود كل شيء إلى طبيعته عليك أن تذهب إلى نهر نوسيمان وتُغرق كل الأشياء التي تحولت إلى ذهب .فعل الملك ما أمره به سيلين ، وعاد كل شيء إلى طبيعته ؛ وفاحت رائحة الورود والطعام ، وعانق الملك ابنته في سرور وفرح قائلًا : كل الذهب والأموال الموجودة بالعالم لا تستطيع أن تعطي السعادة التي أشعر بها الآن وأنا معك في هذا الهدوء والجمال.القصة مترجمة عن اللغة الإسبانية
بعنوان : El Rey Midas