أنا نيمو ، فرخ السمك الصغير الذي فقد أمه ، فرباه أبوه ولم يسمع كلام أبيه مرة ، فوقع في أسر البشر وصار سجين حوض لتربية الأسماك في عيادة طبيب أسنان خشن الاحساس ، بإحدى المدن الساحلية .نيمو الحقيقي :
ولم يخرج من سجنه ويعود إلى حياة مياه الحرية في المحيط ، إلا بعد رحلة مهولة ، قام بها أبوه متعرضاً لأخطار قاتلة ، وعوائق مستحيلة ، حتى استطاع تحريره في النهاية ، نهاية الفيلم الكرتوني العالمي البديع ، الذي حمل اسمي نفسه ، نيمو .. أنا نيمو ..الظاهرة النيميو :
أما نيميو فهو اسم ظاهرة طبيعية تتكرر كل فترة ، وينقلب فيها المناخ انقلاباً خطيراً فوق المحيط الهادئ والبلدان الساحلية ، التي تطل عليه ، والسبب هو ظهور تيار من المياه الدافئة يتجه جنوباً في الشتاء ، ويجعل الهواء فوق المياه أدفأ وأكثر رطوبة ، فيرتفع مكون السحب المطيرة ، التي تهطل بغزارة ، مصاحبة تيارات الهواء العنيفة ، وهما معاً يكونان عواصف خطيرة ، تجتاح البلدات والمدن التي تطل على المحيط وتسبب فيها الكوارث .الظاهرة الكارثية :
والنينيو هي كلمة أسبانية تعني الولد ، هي ظاهرة لا يتوقف تأثيرها الكارثي على الأرض فقط ، بل على البحر أيضاً ، فعندما تصير المياه أدفأ تمنع المياه الباردة والغنية بالمغذيات من الصعود إلى السطح ، وتضطر الأسماك الصغيرة إلى الغوص نحو الأعماق لتأكل ، معرضة نفسها للأسماك الكبيرة المتوحشة .ظاهرة النيميا :
أما النينيا أو اللاننيا ، وهي كلمة أسبانية تعني البنت ، فإنها تطلق على ظاهرة مناخية أخرى ، تمثل عكس ظاهرة النينيو ، وهي خطرة أيضاً وإن كانت بصفات معكوسة .رحلة السمكة نيمو :
أنا نيمو ، سمكة من السماك الصغيرة التي تتعرض للخطر عند مجيء النينيو أو النينيا ، فعند مجيء النينيو الذي يمكث 18 يوم أكون وسط أقاربي وسط سرب الأسماك الكبير ، الذي يقدر عدده بالآلاف ، ونضطر جميعاً إلى الغوص باتجاه الأعماق نحو المياه الباردة الدسمة لنأكل حتى لا نهلك من الجوع .مواجهة التحديات بالحيل الذكية :
وفي هذه الأعماق ، نواجه الأسماك الكبيرة المفترسة ، ونقوم بحيلة تجعل الأسماك الكبيرة تظننا مجتمعين ، كسمكة واحدة أكبر منها ، فتهرب وتتركنا في سلام ، هذه الحيلة ننفذها بدقة ، مطيعين توجيهات الأسماك الراشدة الحكيمة ، التي توجه طوابير من آلاف الأسماك في السرب للصعود أو الهبوط في اتجاهات معينة ، وفي النهاية ، يتشكل من أفراد السرب المتجاورين والمصفوفين بدقة شكل سمكة عملاقة ، أو وحش بحري ، يخيف الأسماك الكبيرة المفترسة ووحوش الأعماق .الصيد الجائر للأسماك :
أنا نيمو ، سمكة صغيرة كانت تعيش وسط سرب كبير من أقاربها ، لم يستطيع النينيو ولا أخته النينيا أن يقضيا عليه ، بفضل قدرة هذا السرب على التجمع والتشكل في صور ضخمة تخيف وحوش البحر ، لكن هذه الحيلة لم تفلح عندما واجه السرب وحوش البر ، أي الصيادين الذين يقومون بالصيد الجائر ، بوسائل ميكانيكية في السفن العملاقة ، تشفط السرب كله ، ولا تترك حتى الصغار لتكبر وتتكاثر وتجدد محصول انتاج الأسماك في البحر .انهم متوحشون وحمقى ، يهمهم أن يصيدوا كثيراً اليوم ، ولا يفكرون في المستقبل ، ولقد نجوت منهم بالصدفة ، لأنني كنت في ذيل السرب ، واستطعت أن أبتعد في الوقت المناسب .النجاة والدرس المستفاد :
نجوت نعم ، لكنني أهيم في المحيط ، أبحث عن سرب أسماك من نوعي ، أعيش آمناً وسط جموعهم ، وعندما أجد هذا السرب ، سأخبر أفراده بأن هناك ظاهرةً ، أشد ضرراً من النينيو وأخته نينيا ، هي الانسان عندما يتوحش ، ويندفع في الصيد الجائر الذي يجرف البحر من الأسماك ، يطمع في المكسب الكبير اليوم ، ولا يفكر في الخسارة المؤكدة غداً .