قصة الأخوة الإثنا عشر

منذ #قصص اطفال

يُحكى أنه في قديم الزمان كان هناك ملك وملكة يعيشان في وئام ، وكان لديهما من الأطفال اثنا عشر ولدًا ، وذات يوم قال الملك للملكة وهو حزين : قريبًا ستنجبين وإذا كان الطفل الثالث عشر الذي سيأتي إلى الدنيا بنتًا ، فإنها ستتسبب بموت أخوتها الاثنا عشر ، وستصبح المملكة ملكًا لها وحدها.وأعد الملك اثنا عر تابوتًا من الخشب ووضع بهم النشارة ، وتركهم في غرفة مقفلة من غرف القصر ، وأمر زوجته الملكة ألا تخبر أحدًا بذلك السر ، ولكن الملكة الحزينة لم تستطيع كتمان سرها أمام طفلها الصغير بينيامين الذي كان دائم التودد إليها .فلما سألها عن سر صمتها الدائم وحزنها أخبرته بأمر تلك النبوءة التي أعلمها بها الملك ، وأرته التوابيت الاثنا عشر فحزن بنيامين لذلك وقال لها : لا تقلقين يا أماه فسوف نحتاط لذلك ونهرب بعيدَا .فقالت له الملكة : اذهب إلى الغابة مع أخوتك الإحدى عشر ، وبعد أيام على أحدكم أن يتسلق أعلى شجرة وينظر إلى برج القلعة ، إذا كان المولود ذكرًا ستجدون علمًا أبيض يرفرف فوقها وحينها يمكنكم العودة .أما إذا كان المولود أنثى فستجدون العلم باللون الأحمر ، ومن ثم عليكم الهروب إلى أبعد مكان ، وسأستيقظ كل ليلة من أجلكم وأدعو الله ألا تعانوا في الشتاء من البرد ولا في الصيف من الحرارة .بعد أن باركت الأم أطفالها خرجوا إلى الغابة ، واستقروا في مكان يستطيعون منه مراقبة القلعة ، وظلوا يتناوبوا كل يوم حتى جاء در بنيامين في اليوم الثاني عشر ، فرأى علمًا يرفرف في السماء أعلى برج القلعة ، ولكنه كان العلم الأحمر الذي كان موسومًا بلون الدم .حينما علم باقي الأخوة بأمر ولادة الفتاة ، استشاطوا غضبًا وقرروا الانتقام من أي فتاة يرونها ، ثم تعمقوا بعد ذلك في الغابة وظلوا سائرين حتى وجدوا منزلًا مهجورًا ، فقرروا العيش فيه واتفقوا على أن يظل بينيامين الصغير في المنزل ، بينما يذهبون هم للصيد وجلب الطعام .وهكذا كان الأخوة الإحدى عشر يخرجون كل يوم لصيد الأرانب والغزلان البرية والطيور ، وفي المساء يعودون إلى المنزل ويطهوها لهم بينيامين ، وظلوا على هذا الحال عشرة سنوات عاشوا فيها معًا بسلام ووئام .كبرت الابنة الصغيرة التي أنجبتها الملكة وأصبحت شابة جميلة ، لها قلب طيب ووجه جميل ونجمة ذهبية تزين جبينها ، وفي يوم من الأيام رأت الأميرة الصغيرة اثنا عشر قميصًا صغيرًا علمت أنهم لا يخصون الملك ، فسألت أمها الملكة عنهم فقالت لها بقلب حزين : إنهم لإخوتك الاثنا عشر .فتعجبت الفتاة وقالت لها : وأين هم أشقائي ولماذا لم أسمع عنهم من قبل ؟ ، فقالت الأم : الله وحده يعلم أين هم ، لقد غادروا منذ سنوات ولابد أنهم يتجولون الآن في العالم ، وبعد ذلك أخذت الفتاة وفتحت لها الغرفة المغلقة وأرت لها التوابيت الاثنا عشر ثم قصة عليها النبوءة التي تسبب بفراقها عن أبناءها ، وأخذت تبكي عليهم بحرقة ومرارة .فقالت الفتاة لأمها : لا تحزني يا أماه سأذهب وأبحث عن أخوتي ولن يصيبهما مكروه ، وعلى الفور أخذت الأميرة الاثنا عشر قميصًا وذهبت إلى الغابة الكبيرة ، وظلت الأميرة تمشي طوال اليوم حتى حل عليها المساء ووجدت بيت جميل بحديقة رائعة في قلب الغابة ، فذهبت إليه وبالداخل وجدت صبي صغير .فسألها من أنت وأين تذهبين ، فقالت له أنا الأميرة الصغيرة وأبحث عن أشقائي الاثنا عشر ، وسأظل أبحث عنهم طوال العمر حتى لو صعدت إلى السماء ، وأظهرت له القمصان الاثنا عشر ، فتحرك الحب في قلب بينيامين وقال لها أنا أخيكِ الأصغر بينيامين ، فأخذت الأميرة تبكي من الفرح ، فاحتضنا الاثنان بعضهما بحب كبير .وفجأة قال لها بينيامين عليكِ أن تختبئ فقد اتفقت أنا وإخوتي على أن ننتقم من أي فتاة نلتقي بها ، فقالت الأميرة الجميلة : أنا مستعدة للموت بكل سرور إذا كان الثمن أن أسترد إخوتي ، فقال لها بينيامين : اختبئ هنا تحت ذلك الحوض ريثما أتحدث مع أخوتك ولن يحدث لك مكروه .وعندما حل الليل وجاء الإخوة الاثنا عشر ، قال لها ببنيامين سأخبركم بشيء ولكن عدوني ألا تقتلوا الفتاة التي ستقابلونها ، فلما وعدوها بذلك أخبرهم عن أختهم الأميرة التي جاءت تبحث عنهم ، ورفع الحوض فظهرت الأميرة في ملابسها الملكية الجميلة ، ففرحوا برؤيتها واحتضنوها ، وظلت تعيش معهم في بيت الغابة .فرح الجميع بقدوم الأميرة وخرجوا للصيد كما اعتادوا ، وتركوها في المنزل لمساعدة بينيامين ، ولما عادوا وجدوا المنزل غاية في الجمال والنظام ، وأعدت هي وبينيامين ألذ الطعام ، وفي اليوم التالي استيقظت الأميرة في الصباح وأرادت مفاجأة إخوتها ، فخرجت للحديقة ووجدت اثنتا عشرة زهرة جميلة فقطفتهما حتى تهدي بهم إخوتها .ولكن بمجرد أن فعلت ذلك تحول الاثنا عشر أخًا إلى طيور ورافة ترفرف في السماء ، واختفى المنزل والحديقة من حولها ، فحزنت الأميرة أشد الحزن وأخذت تبكي ، وبينما هي كذلك وجدت امرأة عجوز تقترب منها وتقول لها : لما فعلتي ذلك يا صغيرتي ، لما قطفتي الأزهار الاثنا عشر وسحرتي أخوتك ؟فقالت الأميرة وهي تبكي : لم أكن أعلم ولكن رجاءً أخبريني ألا يوجد حل كي أسترد إخوتي ؟ فقالت العجوز ليس هناك سوى حل واحد ولكنه صعب عليكِ ، فقالت الأميرة : أي صعب يهون من أجل أخوتي ، أرجوكِ أخبريني بالحل ، فقالت العجوز : ألا تتكلمين إلى أحد ولا تضحكين لمدة سبع سنوات ، وأن حدث وفعلتي فكلمة واحدة منك ستقتلهم .فقالت في قلبها : سأصمت سبع سنوات وأنا على يقين أني سأسترد أخوتي ، وعلى الفور توجهت الفتاة لشجرة مليئة بالفاكهة واختارت أن تعيش فوقها بعيدة عن الناس تأكل من ثمارها وتنام بين أغصانها .ومرت السنين وهي على ذاك الحال ، وذات يوم خرج ملك شاب للصيد ووصل إلى الغابة البعيدة ، وهناك رأى الملك الأميرة الشابة ذات النجمة الذهبية ترقد على الشجرة ، فانبهر بجمالها وطلب منها النزول والزواج منه ، ولكنها لم ترد عليه .فصعد أعلى الشجرة وأنزلها وأعاد عليها طلب الزواج فلم ترد ولكنها أومأت برأسها ، وتزوج الملك الأميرة في عرس كبير ، وعاش معها في سعادة وحب حتى اقتربت السنوات السبعة على المرور ، ولكن كان للملك الشاب زوجة أب شريرة ، أغاظها ما يعيش فيه الملك من سعادة وحب مع زوجته الصامتة .فأخذت تنفث السم في أذنه وتقول له : لقد جئت بامرأة متسولة لا نعرف عنها شيئًا ، فهي لا تتحدث ولا تضحك وأصحاب القلوب السيئة هم فقط من لا يضحكون ، لابد أنها ساحرة ، في البداية لم يصدقها الملك ولكنه اقتنع بحديثها بعد فترة وحكم على زوجته بالموت .فأضاء الجنود نارًا كبيرة في فناء القصر ، وحكم على الأميرة بالحرق حتى الموت ، وحين تنفيذ الحكم كان باقي على مرور السبع سنوات عدة دقائق ، ولكن الأميرة لم تتكلم فأخذت النار تلتهم فستانها الجميل ، والملك ينظر إليها من شرفته وهو يبكي فقد كان يحبها .وفجأة هبط من السماء اثنا عشر طيرا ، وتحولوا إلى رجالًا أخذوا يطفئون النار ، وأنقذوا أختهم الأميرة وأخذوا يقبلوها ويحتضنوها ، فرحت الأميرة بعودة أخوتها وأخيرًا تكلمت ، اندهش الأميرة وقال لها : إذا كنت تتحدثين لماذا ظللتِ صامتة خلال تلك السنوات دون أن تتحدثين أو تضحكين .فحكت له الأميرة قصتها هي وأخوتها ، ففرح الأمير ببراءة الأميرة وحكم على زوجة أبيه بالموت ، فوضعوها ببرميل مليء بالزيت المغلي والثعابين السامة التي تنفث السم مثلما كانت تفعل هي ، ونالت زوجة الأب جزاءها فماتت على الفور .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك