السلام والحب والإحسان ، كلها قيم وتعاملات نادى بها رسولنا الكريم ، ووصانا بالعمل بها مع كل من حولنا ، وقد أدرك صديقنا عمار هذا الأمر ، وكانت تلك هي طريقته في التنفيذ ، عاد عمار من مدرسته في أحد الأيام ، وجلس يتحدث إلى والده بما عرفه من معمله ، فقال لوالده هل تعلم يا أبي أن صحابة الرسول صلّ الله عليه وسلم ، كانوا يذهبون إلى السوق دون أن تكون لهم حاجة فيه ، فأجابه والده وكيف هذا يا عمار؟فقال له عمار ، علمت يا أبي أن الصحابي عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ، كان يذهب إلى السوق ، برفقة صديقة الطفيل الذي كان يندهش من ذهاب الصحابي ، عبدالله إلى السوق دون حاجة له فيه ، فقال له عبدالله رضي الله عنه ، أنه يذهب إلى السوق حرصًا على إلقاء السلام ، وإفشائه بين الناس كما أمر النبي صلّ الله عليه وسلم .قال له والده يا بني ، هذا بالفعل قول صحيح وأنا فخور بما تعلمته ، هل تعلم أن رسولنا الكريم قد قال بالفعل في حديثه الشريف ، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السلام بينكم (رواه مسلم) .فسأله عمار ما معنى أفشوا يا أبي ؟ فأجابه والده أن إفشاء السلام ، يعني نشره بين الناس ، والإكثار منه لأن الله يضاعف لنا الحسنات ، عندما نفعل ذلك الأمر ، ففي أحد الأيام مر رجل على رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، وألقى عليه السلام فقال رسول الله هذه عشر حسنات ، ومر آخر فألقى السلام فقال النبي هكذا عشرون حسنة .ومر آخر فألقى السلام فقال النبي مبتسمًا تلك ثلاثون حسنة ، ثم قال الأب هكذا يا عمار كانت تلك هي مجموع الحسنات ، كاملة فكلما ألقي السلام زادت الحسنات ، فأجابه عمار لقد فهمت الآن يا أبي ، لماذا كان يحرص عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ، على الذهاب وإلقاء السلام على كل الناس ، كلما ذهب إلى السوق ، حيث يزدحم هذا المكان بالناس ، ويعني ذلك أعدادًا مضاعفة بالحسنات .وكلما زادت حسنات المسلم كلما زادت فرصته لدخول الجنة ، فأوصاه والده بإلقاء السلام على أصدقائه ومعلميه وأقاربه ، ولا ينس أن يوقر من هم أكبر منه عمرًا ، ويحسن إليهم ، فاحتضنه عمار وقال له ، سلمت يا أبي أعدك أنني سوف أفعل ، ما أوصيتني به وسوف ألقي السلام على كل من أعرفه ، فالسلام أحد طرق توصيل المحبة ، بيننا وبين من حولنا ، وهي أقصر الطرق إلى الجنة.