يُحكى أنه قرب بحيرة صغيرة وسط الغابة عاشت سلحفاة صغيرة وبطتان في محبة ووئام وعُرفت السلحفاة بثرثرتها وعدم قدرتها على الامتناع عن الكلام وفي فصل الصيف أصاب المكان جفاف شديد حول البحيرة إلى بركة وحل تكاد تجف من الماء .فقررت البطتان الرحيل بحثًا عن مصدر ماء يعيشان قربه ، ولما سمعت السلحفاة بقرارهما حزنت كثيرًا وعرفت أن نهايتها محتومة ، فهي لا يمكنها العيش دون ماء ولا يمكنها السفر لمسافات طويلة بسبب بطئها الشديد .فأشفقت البطتان على السلحفاة وعرضتا عليها فكرة سوف نمسك بمنقارينا طرفي غصن وتعصينه بفمك من الوسط فنطير بك وننقلك معنا ، ولكن يجب أن تمتنعي عن الكلام طوال الرحلة فوافقت السلحفاة دون تفكير وظنت أنها نجت من مأزقها ، وفي وسط الرحلة شاهدتهم حيوانات الغابة فقال بعضهم لبعض انظروا إلى هذا المشهد الغريب سلحفاة تحلق مع الطيور ودون تفكير فتحت السلحفاة فمها قائلة وما العجب في ذلك فهوت من السماء لما أفلتت الغصن .وكادت أن تموت لولا أنها سقطت في كومة قش وتعلمت السلحفاة أن تعمل عقلها في كل مرة إذا أرادت فيها الكلام ..قديمًا قالوا إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب .