قصة كاراكونوش

منذ #قصص اطفال

يقولون أن العفاريت قد اختفت من على سطح الأرض ، وماعدنا نراهم ، لكن قرية روكنيس ، في جبال بوهيميا ، تزعم أنها تحتفظ بواحد منهم إلى اليوم ، يعطس فتهب الرياح ، يعبس فتتجمع السحب الوداء ، ويغضب فتثور البراكين .الأرملة المسكينة :
في قرية روكنيس ، عاشت أرملة فقيرة مسكينة وحيدة لا تمتلك من الدنيا غير بعض الدجاجات ، وذات يوم جاعت المرأة واضطرت إلى أن تطرق باب جيرانها ، لتتوسل إليهم : هل لي أن أرجوكم أن تعطوني كيلو من البطاطس وأعيده لكم قريبًا ؟ سخر منها جارها ، وقال لها : من أين لك أن تعيديه أنت لا تملكين شيئا … قالت : دجاجاتي تبيض وعندما .. لا لا .. هذا ما قاله الجار ، وهو يغلق الباب في وجهها .رجعت الأرملة المسكينة إلى بيتها ، ووجدت أن دجاجاتها قد منحتها ، ثلاث بيضات ، قالت لنفسها : كان يمكن لهذا الجار ، الذي جار عليّ ، أن يعفيني من الرحلة الطويلة إلى السوق ، لو أنه أعطاني البطاطس التي سألته إياها .الرحلة إلى السوق :
ارتدت الأرملة ثيابها على عجل ، وحملت البيضات الثلاثة ، ومضت مسرعة إلى سوق القرية ، تريد أن تلحق به قبل أن ينفض ، إذ أن الذين فيه يرحلون منه عصرًا ، ليتمكنوا من العودة إلى قراهم البعيدة .الأرملة المسكينة والرجل السائل :
التقت الأرملة في طريقها مع رجل ، ينتزع أقدامه بصعوبة من فوق الأرض ، ويسير على مهل ، وهو غير قادر على أن يلتقط أنفاسه ، كما أنه يتوقف كل خمسين خطوة ، ليستريح قليلاً ، ثم يواصل السير ، ناداها الرجل بصوت خافت قائلاً : هل لديك ما تعطيني إياه ، طعاماً ؟ معدتي خاوية منذ ثلاثة أيام ! .. قالت له : ليس معي سوى ثلاثة بيضات ، أحتاج إلى ثمنها ! أستغني عن واحدة منها ، تفضل !أعطته الأرملة بيضة ، وأسرعت في سيرها ، لكنها سمعته بعد عدة خطوات يناديها من جديد ، ويسألها بيضة أخرى ، فقالت له : وهل أذهب إلى السوق لأبيع بيضة واحدة !الجنيهات الذهبية :
أمري إلى الله … فقال لها : الأولى فتحت شهيتي ، وضعت المرأة البيضة في يده  ومضت ، غير أنه ناداها للمرة الثالثة ، وقال لها : البيضة الثالثة سأشتريها منك مقابل جنيها ذهبي ، ودفع كذلك ثمن البيضتين السابقتين .. خذي هذه .. ثلاث جنيهات ذهبية .المرأة الأرملة والجار البخيل :
وذهلت المرأة ، وأخذت الجنيهات ، وأعطته بيضة ، وعادت إلى القرية ، وطرقت باب الجار الشحيح ، وقالت له : أريد جوالق من البطاطس ، وجوالق من الدقيق ، وجوالق من السكر ، وباقي جنيه ذهبي .. قال الجار : جنيه ذهبي !! لقد نسيت شكله ، اصفر وجه الجار ، وبدأ يجري هنا وهناك ، مثل دجاجة موزعة تبحث عن صغارها ، وعاد يحمل إليها ما طلبت ، وفوقه هدية ، وسألها : من أين لك هذا ! فقالت : قبل أن أصل إلى السوق قابلني من اشترى مني البيضة بجنيه ذهبي !الجار الشحيح يذهب للسوق :
أعطى الجار للأرملة ما اشترته ، وعاد مسرعًا يحمل ما عده من البيض ، ويمضي على الطرق ، والتقى الرجل نفسه ، وساومه ، وإذا به يقول : لن أبيع لك البيضة بأقل من ثلاثة جنيهات ذهبية ، ألا تكتفي بجنيه واحد ؟ لالا .. لا تعطلني عن السوق أرجوك .تركه العجوز وعندما وصل الرجل إلى السوق لم يجد من يشتري البيض ، إلا بثمن بخس ، خمسة قروش للبيضة ، فعاد يحمل الكمية وخلال رحلة العودة ، حاول العجوز أن يشتري ما معه كله مقابل خمسة قروش ، وكان الرجل قد تعب من حمل البيض ، فقبل الصفقة ، فقال له العجوز : هل تعطيني هذه السلة لأضعه فيها ؟ فقال له : لالا لست بحاجة إليها ، ضع يدك فوق عينيك ! فقال : لماذا ؟ قال له : مجرد رجاء أسألك إياه .البيض والجنيهات الذهبية :
فعل الرجل ذلك فسمع أصوات غريبة ، اضطر على اثرها أن يفتح عينيه ليجد العجوز يلقي بيضة واحدة بقوة وعنف ، مد العجوز كاراكونوش يده ، لكي ليلتقط من داخل البيضة المكسورة جنيها ذهبيا ، ثم ألقى بيضة أخرى ، ليأخذ منها جنيهات أخرى ، في حين فتح الرجل عينيه في ذهول ، وحاول أن يحول بينه وبين تحطيم باقي البيض .خداع وخيبة أمل :
قائلا : كفى أرجوك فقد تذكرتك الآن إنني وعدت جارتي بهذا البيض ، لذلك أرجوك ، فإنني أرغب في استعادته ، تجادل الرجل مع كاراكونوش في الأمر بضع دقائق ، إلى أن قبل أن يرد له البيض ، متسامحا في البيضات المكسورة.ومضى عنه كاراكونوش بضعة خطوات ، ثم التفت إلى الخلف ، ليرى ما سوف يفعله ، فوجد يده قد امتدت إلى البيض تكسره ، على حجر صغير ، فلم يجد بداخلها شيئا وكر أخرى فلم يجد شيئًا أيضا!العقاب :
جلس الرجل يتطلع إلى حطام البيض المكسور بعد أن قام بكسره كله ، وفجأة قام من مجلسه وأخذ يركل السلة بقدميه ، وأطاح به ، وكسره عن آخره ، في اللحظة خرج من البيض فجأة عدد كبير من النحل ، وأخذ يقرصه ، وهو يقرص قائلاً : إنه كاراكونوش ، انه كاراكونوش ، وسمع أصدقاؤه في كل مكان صوته :.. كاراكونوش.. كاراكونوش.. كاراكونوش

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك