قصة “حوض سمك” هي إحدى قصص الكاتب السوري خير الدين عبيد ؛ وهو كاتب متخصص في أدب الأطفال .القصة :
حينما دخل أحمد غرفته وجد قطته الصغيرة التي تُدعى “لولو” تقف أمام حوض السمك ناظرة باهتمام إلى السمكات الملونة الصغيرة وإلى الحصى التي تلمع بالداخل ، كما كانت تنظر إلى تلك الفقاعات التي تخرج من خلال أنبوب رفيع تم توصيله بالكهرباء .اقترب أحمد من قطته في كل هدوء ، فرآها تلحس فمها ، ولاحظ أن عينيها بدت وكأنها صنارة صيد ، فخشي أحمد على السمكات الموجودة لديه ، لأنه لم يكن يدرك أن القطة البيضاء التي قام بإحضارها من بيت جدته بالأمس تأكل السمك .قال أحمد دون أن يدري بغضب شديد : “ابتعدي أيتها الجنية ، وإلا قمت بإعادتك إلى بيت جدتي ، إنني حقًا أخطأت لأنني كان من المفترض أن أترك جدتي تضربك ، لأنك أفسدتِ كرة الصوف الحمراء الخاصة بها” .شعرت لولو بالحزن والانكسار ، فنطّت لتختبئ تحت الكرسي ، ثم اقترب أحمد من حوض السمك وبدأ يعد السمكات بداخله ، وبعد قليل شعر أحمد بشيء ناعم وكأنه شعر رقيق يحتضن قدميه ، حيث كانت قطته لولو تحاول أن تعرف السبب وراء غضبه ، فرفعت ذيلها إلى أعلى وكأنها تتساءل عن السبب”.بدأ أحمد يشعر بالهدوء ثم جلس على الكرسي ، فقفزت لولو لتجلس بين ركبتيه ، ثم راح أحمد يمسح على شعرها الأبيض الجميل قائلًا :”لولو ؛ هل تسمحين أن أسألك سؤال؟” ، أشارت لولو بصوت منخفض لتخبره بأنها موافقة ، فسألها أحمد قائلًا :”هل حقًا تحبين أكل الأسماك؟”.ارتجف جسد القطة لولو بمجرد سماع السؤال وكأن كهرباء قد مستها ، فانزعج أحمد من القطة قائلًا :”أنتِ ظالمة أيتها القطة ، حيث أنكِ ارتجفتِ لأنك تخططين لأكل السمكات ، عليكِ أن تنظري إلى تلك المخلوقات الرائعة التي تلمع كالنجوم ، ألا ترينها كذلك؟ ، إنها تعيش داخل الماء لتحافظ على نظافتها دائمًا .أكمل أحمد حديثه إلى القطة التي كانت تستمع إليه بقوله :” تصوري إن السمك قد تخلى عن يديه حتى لا يضرب أحدًا فتحولت إلى زعانف صغيرة لتساعده على السباحة ، كما تخلى عن قدميه لتتحول إلى ذيل كي يمشي حيث يريد دون أن يزعج أحدًا بصوت الأقدام”.أغمضت القطة عينيها فنهرها أحمد بقوله :” افتحي عينيك يا كسولة ، انظري إلى السمكات ما أنشطها ، فهي لا تُغمض عينيها حتى وإن نامت ، إنها لا تشبهك يا لولو! ، وقبل أن ينتهي أحمد من تأنيب لولو ؛ سمع صوت أمه تناديه بقولها :” هيا إلى مائدة الطعام يا أحمد ؛ ألا تحب السمك المشوي؟ “.قفز أحمد مسرعًا باتجاه المائدة ، ثم بدأ في الأكل بشراهة ؛ وحينما شبع تذكر ما فعله مع قطته لولو منذ قليل ، وشعر بأنه كان مبالغًا في حديثه معها ، فشعر بالخجل مما فعله حتى احمرت أذناه .