قصة بعد عدة ألفيات

---

من روائع قصص الأطفال الدنماركية المترجمة ، للكاتب العالمي هانس كريستيان أندرسن ، وهو من أشهر الكتاب الدانماركيين ، وقد لقب بشاعر الدانمارك الوطني ، ولد عام 1805م وتوفي عام 1875م .بعد عدة ألفيات :
أجل بعد آلاف السنين سيجيئون على أجنحة ماكنة البخار، عبر الهواء فوق بحر العالم ! ساكنو أمريكا الشباب سيجيئون ليزوروا أوروبا العجوز ، يأتون لرؤية المعالم هنا والمدن الغرقى ، تماما مثل ما نفعل نحن في عصرنا هذا عندما نيمم شطر جنوب آسيا ! نروى روائعه المتداعية !معالم أوروبا عبر زيارة فضائية :
التايمز ، الدانوب ، الراين ما يزال كل منهما يجري ، جبل مونبلانش منتصب بقممه الثلجية ، الشفق الشمالي يضيء بلدان الشمال ، ولكن جيلاً بعد جيل يصير ترابًا ، نسي العديد من عظماء الأزمان تلك ، مثل الذين يرقدون في التل حيث الطحان ينجر أرضه مصطبة ليجلس عليها ، ويتأمل حقل الحنطة يتموج المنبسط .وفود جيل شباب أمريكا إلى أرض أوروبا :
إلى أوروبا يصدر صوت جيل أمريكا الشاب ، إلى أرض أجدادنا ، أرض الذكريات الجميلة والخيال أوروبا ، السفينة تأتي ، مكتظة بالمسافرين ، إذ أن انطلاقها في الهواء أسرع منه في الماء ، الخيط الكهرومغناطيسي تحت البحر قد بلّغهم بالتلغراف مقدما عن كبر حجم العربة الفضائية .هاهي أوروبا تلوح من بعيد ، إنها شواطئ إيرلندا التي ترى ولكن الركاب ما يزالون نائمين ، لم يكونوا يرغبون في أن يتم إيقاظهم قبل وصولهم إلى انجلترا ، هناك سيدخلون الأراضي الأوربية في بلد شكسبير ، كما تسمى من قبل أبناء الأدب ، بلاد السياسة بلاد المكننة ، كما أطلق عليها آخرون .الرحلة الفضائية :
ثم قضاء يوم بأكمله هنا ، هؤلاء القوم ورغم انشغالهم يعطون انجلترا العظمى واسكوتلندا هذا المقدار من الوقت ، الرحلة تمر عبر نفق القناة إلى فرنسا ، بلاد كارل الأعظم ونابليون ، كما يذكر مولير، العلماء يتحدثون عن المدرسة الكلاسيكية والرومانسية في العصر القديم ، وهناك يتم الاحتفاء بالأبطال ، الشعراء الجوالين والعلماء ، والذين لا يعرفهم زماننا ، والذين سيولدون في فوهة أوروبا : باريس .الرحلة تمر بدول أوروبا :
تطير السفينة فوق البلد الذي انطلق منها كولومبس ، حيث ولد كورتيز ، وغني كالديرون أشعارًا بايقاع متموج ! نساء بناءات جميلات بعيون سود ، ومازلن يسكن الوادي المزهر ، وفي كل أغاني القديمة يذكر ثذ والحمرا .عبر الهواء فوق البحر إلى إيطاليا ، حيث روما العتيقة الأبدية ، لقد انقرضت ، والطبيعة من حولها صارت صحراء ، سيطلعونهم على أطلال كنيسة بطرس التي تنتصب وحيدة ، ولكن المرء يشك بحقيقتها .فندق اليونان ومدن الذكريات الغنية :
إلى اليونان ليناموا ليلة في فندق الأغنياء أعلى قمة أولمبيا ، هكذا يكونون قد زاروا المكان ، الرحلة تتجه إلى بوسبوروس ، حيث يرتاح المرء هناك لبضع ساعات ليرى المكان أيضًا حيث البيزنطية ، صيادون فقراء ينشرون شباكهم هناك ، حيث تتحدث القصص عن حديقة الحريم في زمن الأتراك .بقايا مدن عظيمة ، عند الدانوب القوي ، مدن ، لم يعرفها زماننا ، يطيرون هناك فوق هذه وتلك ، مدن الذكريات الغنية ، التي نشأت التي أنجبها الزمن ، هنا وهناك تهبط السفينة ببطء وترتفع ثانية .يوم واحد للإقامة في ألمانيا :
هناك تقع ألمانيا ، التي ربطت في يوم من الأيام ، بشبكات من سكك حديدية متزاحمة وقنوات ، الأراضي حيث خطب لوثر ، وغوته الذي كتبت شعرًا ، حيث حمل موزارت في عصره صولجان النغمات ، أسماء كبرى لمعت في مجال العلم والفن ، أسماء لا نعرفها ، يوم واحد للإقامة في ألمانيا ويوم للشمال ، للأورستاد ولوطن لينيه والنرويج ، لأرض الأبطال القدماء والشباب النرويجيين .الرحلة عبر طريق العودة :
يمرون بأيسلندا في طريق العودة ، لم تعد الشلالات الساخنة تفور هناك ، أطفئ بركان هيكلاً ولكن أيسلندا جزيرة الصخور ، تقف في البحر الفوار كملحمة على لوحة حجرية ، هناك في أوروبا الكثير الذي يزار ، يقول الشاب الأمريكي : ولقد رأينا ذلك في ثمانية أيام ، بالإمكان فعل ذلك ، كما يقول الرحالة الكبير : يذكر اسم يعود إلى زمنهم ، ظهر في كتابه المشهور : أوروبا في ثمانية أيام .